طبيعة المرحلة!!

عندما تتراجع القيم والأفكار يتقدم المال مكانها ويملأ الفراغ، ويعتبر هذا هو أبسط الأشياء طبقاً لمفهوم بسيط «الطبيعة تكره الفراغ» فكان من الطبيعى بعد أن تراجعت دول ذات حضارة فى المنطقة أن تتقدم الدول التى تملك المال مكانها، فهذا الأمر من طبيعة المرحلة، فلا تندهش عندما تسمع أو تقرأ مطالبة السعودية بنقل جامعة الدول العربية لديها، وأن يكون الأمين العام منهم، فهذا الطلب لا يحتاج إلى كل هذه الزوبعة من هؤلاء بائعى الذمم والكلام، الذين برزوا فجأة فى تأييد الطلب، ويقولون لنا إنه من حق السعودية، والحق كما أشرنا أن قواعد توزيع موازين الدول فى المنطقة العربية لا يقف عند حد العلاقات العربية، إنما يتجاوزها إلى العلاقات الدولية التى يبرز فيها مسبباته ملء الفراغ كاستراتيجية لإعادة تشكيل خريطة المنطقة، ويظهر ذلك بوضوح من تصرفات ورد فعل بعض الدول سواء دول المنطقة أو الدول ذات النفوذ بالمنطقة الذين يرحبون بهذا الطلب، خاصة أن مجالات اليقظة لأصحاب النظريات الذين يرفضون فكرة نقل الجامعة العربية خارج مصر.. فهذه اليقظة غير فعالة، أن كل ما يمكن أن يصدر منهم مجرد زوبعة لا أكثر، وينجذب معهم أصحاب الضغط المنخفض الذى لا تأثير حقيقى لهم، وسوف تنقل الجامعة العربية قريباً إلى حيث مكان القوة الحقيقية الحالية... قوة المال.