ناموسة تجسس.. الصين تطور طائرة بحجم بعوضة لا تُرى ولا تُسمع وتُسجل كل شيء

في تطور يثير القلق أكثر من الدهشة، كشف المهندس عمرو صبحي، خبير أمن المعلومات والتحول الرقمي، عن نوع جديد من الطائرات المتناهية الصغر التي تُطوّرها الصين حاليًا، تعرف باسم "النانو درون" أو "الطائرات بدون طيار متناهية الصغر" (Nano Drones و Micro UAS).

هذه الطائرات الصغيرة للغاية – بحجم بعوضة لا يتعدى 1 سم – لا تصدر صوتًا ولا ضوءًا، ويمكنها التحليق داخل الأماكن المغلقة بسهولة تامة دون أن ترصدها أنظمة المراقبة أو الرادارات، ما يجعلها أشبه بـ"كائن غير مرئي" يتسلل لتسجيل الصوت والفيديو دون أن يُكتشف.

ويؤكد صبحي أن هذه التقنية ليست خيالًا علميًا أو مشهدًا من فيلم تجسّس، بل واقع متطوّر مدفوع بالذكاء الاصطناعي، حيث تم تزويد هذه "البعوضة الطيّارة" بكاميرات دقيقة وميكروفونات، لتقوم بجمع المعلومات والتجسس في أقصى درجات السرية.
 

تكمن خطورة هذه التكنولوجيا في استخدامها في عمليات التجسس المتقدمة، سواء على الحكومات، أو داخل مقرات الشركات الكبرى، أو حتى في الحياة الشخصية للأفراد. 

فمجرد دخول هذه الطائرة الدقيقة إلى غرفة مغلقة، يعني إمكانية تسجيل الاجتماعات أو سرقة بيانات مهمة من دون ترك أي أثر.

ويتساءل صبحي بقلق: "ماذا لو أصبحت هذه التقنية متاحة للعامة؟ هل نحن مستعدون لمواجهة خطر يطير، ويسجل، ويختفي دون أن ننتبه له؟".

في ظل هذا التقدم الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار، تُطرح أسئلة حرجة حول مستقبل الخصوصية والأمن، وحول مدى استعداد العالم لمواجهة التهديدات القادمة من "سماء غير مرئية".