بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

عاد من الموت.. طفل يُبعث للحياة بعد توقف قلبه بالشرقية

بوابة الوفد الإلكترونية

في واحدة من القصص الإنسانية الملهمة التي تجسد معاني البطولة والمهنية في الطوارئ، نجح فريق إسعاف الشرقية في إعادة طفل إلى الحياة بعد توقف قلبه جراء صعق كهربائي، وذلك من داخل سيارة الإسعاف خلال نقله إلى المستشفى.

بدأت الواقعة في يوم شديد الحرارة بقرية كفر العزازي التابعة لمركز أبو حماد، حيث كان طفل يبلغ من العمر 12 عامًا يروي عطشه من إحدى "كولديرات المياه" المنتشرة بالشوارع، دون أن يدرك أن تلك اللحظة البسيطة قد تكون الفاصلة بين الحياة والموت.

 فمع ملامسته لجسم الكولدير المبلل، تعرض الطفل لصعقة كهربائية قوية نفذت إلى جسده سريعًا، وتسببت في توقف قلبه وانهيار تام لكافة مؤشرات الحياة.

أحد المارة تصرف بسرعة، ووضع الطفل داخل "توكتوك" وانطلق به إلى نقطة الإسعاف الأقرب، دون انتظار، في محاولة منه للحفاظ على أمل ضعيف.

عند وصوله إلى نقطة إسعاف كفر العزازي، كان الطفل فاقدًا للوعي تمامًا، بلا تنفس أو نبض، وعيناه خاليتان من أي استجابة، لكن كلمات قليلة سمعها طاقم الإسعاف "صعق كهربائي"، كانت كافية لإطلاق سباق مع الزمن.

تحركت سيارة الإسعاف كود (2215) بقيادة فني الإسعاف حمادة عبد الرحمن محمد، وبمعاونة السائق إبراهيم سعودي مهدي، وتحت إشراف مباشر من مشرف الإقليم فتحي محمد حسن، ومشرف القطاع محمد جمال عبد الله، اللذين تصادف تواجدهما ميدانيًا في إطار متابعة تأمين امتحانات الثانوية العامة.

داخل نقطة التمركز، بدأت خطوات الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) بسرعة ودقة، تم نقل الطفل بعناية إلى داخل السيارة التي تحولت إلى غرفة إنعاش طبية ميدانية تسابق الزمن، جرى تجفيف صدر الطفل لضمان فعالية جهاز الصدمات الكهربائية (AED)، وتم تأمين مجرى التنفس، ومتابعة الحالة على شاشة المونيتور.

ضغطة تلو الأخرى، وكل ثانية تحمل معها مزيجًا من الأمل والقلق، تم توجيه صدمتين كهربائيتين لتحفيز القلب، وفي لحظة حاسمة، رصدت الشاشة ذبذبة، ثم نبضًا خافتًا، لكنه حقيقي.

الطفل الذي كاد أن يُعلن وفاته داخل السيارة، عاد إلى الحياة قبل وصوله إلى أبواب مستشفى أبو حماد العام، حيث استقبله الفريق الطبي بقسم الطوارئ لاستكمال الرعاية الطبية.

من جانبه، صرح الدكتور أحمد عباس، مدير فرع هيئة الإسعاف بالشرقية، أنه تابع الواقعة منذ لحظاتها الأولى، مثمنًا ما وصفه بـ "الاستجابة الاحترافية" من الطاقم الإسعافي، الذين تعاملوا بكفاءة عالية، طبقًا للبروتوكولات المعتمدة في حالات توقف القلب والصعق الكهربائي.

وأكد الدكتور عباس أن ما حدث لم يكن مجرد تدخل إسعافي، بل دليل حي على فاعلية التدريب المستمر، والجاهزية الميدانية العالية لفرق الإسعاف بالشرقية، مشيدًا بحسن التنسيق بين عناصر الفريق في لحظات فارقة لا تحتمل التردد.

وتوجه بالشكر والتقدير لجميع المشاركين في إنقاذ الطفل، متمنيًا له الشفاء العاجل والعودة إلى حياته الطبيعية، مشددًا على أن فرق الإسعاف في المحافظة تعمل على مدار الساعة لخدمة المواطنين، تحت شعار "جاهزية لا تتوقف".

وأهاب مدير إسعاف الشرقية المواطنين، وخاصة أولياء الأمور، ضرورة التأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية، خاصة في الأجهزة الموضوعة بجوار مصادر المياه، مثل مبردات الشوارع، فالإهمال ولو للحظة، قد يؤدي إلى كوارث لا تُعوض، وذلك من مبدأ أن سلامة أبنائنا مسؤوليتنا جميعًا.