بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

فى الحومة

هنا القاهرة

مصر حباها الله بوضع فريد وموقع متميز لا مثيل له فتطل من الشمال على البحر الابيض المتوسط بطول ٩٩٥كم ومن الشرق على البحر الأحمر بطول ١٩٤١كم وأنعم الله عليها بنهر من انهار الجنة وهو نهر النيل ويذكر هيرودوت أن مصر هبة النيل فيمر فى طول البلاد من الجنوب إلى الشمال مصبا فى البحر الابيض المتوسط وعلى ضفتيه نشأت اعظم حضارة فى التاريخ وهو منبع الخير والنماء وبها طبيعة خلابة وطقس بديع وجبال رواسى ومنها جبل طور سيناء الذى كلم فيه ربنا جل علاه موسى عليه السلام وفى مصر مولده ونشأته وكان يوسف عليه السلام على تلك الأرض الطيبة محافظا وامينا على كنوزها وخزائنها وخيراتها حيث كانت سلة غذاء العالم ومنها السيدة هاجر زوجة خليل الله إبراهيم عليه السلام ام اسماعيل عليه السلام وأم العرب والسيدة مارية القبطية زوجة النبى عليه السلام وكانت مصر ملاذ وامان لمسار العائلة المقدسة عيسى عليه السلام والسيدة مريم العذراء ومصر منذ فجر التاريخ لم تتغير حدودها ولم تتبدل فمصر كنانة الله فى أرضه وهى اول دولة مركزية فى التاريخ منذ سبعة آلاف سنة وهى رمز للعطاء والخير والأمن والأمان فكانت قبلة للهجرات المتوالية من كافة الشعوب والقبائل وكما يقول جمال حمدان فى كتابه مصر عبقرية الزمان والمكان أن علاقة القبائل العربية بالدولة المصرية لم تكن علاقة الفاعل والمفعول به بل كانت علاقة المضاف والمضاف إليه وكان لنعمات احمد فؤاد رصد بديع عن حالة الانصهار والتناغم بين المسيحية والاسلام والحضارة المصرية القديمة من المسلة إلى المئذنة فالشاهد أن مصر خلقت لتكون حضنا للإنسانية ومسكنا آمنا للبشرية ومثالا للتعايش المشترك فالوسطية نمط حياة ويتجلى ذلك فى ازهرها الشريف الذى انار طريق الحق والهداية بصحيح الدين فى كافة ربوع أفريقيا وآسيا وهو من القوى الناعمة المصرية فالتاريخ شاهد ودليل على تلك الحضارة المصرية العريقة وهذا المكان الفريد وتلك المكانة السامية فى تاريخ الأمم وهى وبحق عبقرية الزمان والمكان كما كتب حمدان ومن هنا كان أثير الراديو منذ مائة عام بصوت المبدع احمد سالم ينطق بكل قوة وجسارة تزلزل الارجاء هنا القاهرة اعلاما للكافة أن هذا المنبر من العاصمة الأبية قاهرة الأعداء والحصن الحصين والركن الركنين لاستقرار المنطقة وأقدم الحضارات وأعرقها وهى بوابة أفريقيا ومركز الثقل العربى فسطرنا تاريخا قبل أن يكتب التاريخ باحرف من نور وفى تلك الأجواء الضبابية التى اختلطت بها الأوراق واختلت لدى البعض الأوزان وسط غياب كثير من المفاهيم الصحيحة نستدعى اليوم هذا المجد التليد بحتمية حضور القاهرة الحقيقى والطبيعى بمكانتها الكبيرة وثقلها الدولى فى المشهد الحالى لتصحيح مسار بدأ يأخذ منحى اخر وهذا يتطلب عودة عربية ادراكا للمخاطر والتحديات ليست المستقبلية بل الحالية التى أصبحت رأى العين واعتبار القاهرة هى مركز البدء والمنتهى فى اى تصورات لرسم سياسات ووضع خطط وبرامج لتصحيح الوضع العربى الراهن ووضع استراتيجيات ثابتة وأنه لو لم يدرك العرب هذا الامر فيجب على مصر أن تقوم بواجبها ومسئوليتها فى ممارسة كافة الجهود لعمل بنيان ووضعية عربية متماسكة ومترابطة حيث إن المصير مشترك حتمي ولا بد منه وليس هناك وقت للخلاف أو الاختلاف فى عالم تسعى كافة الدول لتكوين اتحادات ومنظمات لتوحيد العمل والتعاون المشترك وأن على مصر أن تستثمر كافة قواها الاستثمار الأمثل ولا تغفل القوة الناعمة كماسبيرو وقنواتها الفضائية والمحلية والراديو والسينما والأدب والفنون والأزهر الشريف والكنيسة المصرية والمتاحف والآثار وأن ينطلق مع افتتاح المتحف المصرى الكبير مشروع قومى لبرنامج يرصد مجدا تليدا ومستقبلا باهرا تحت عنوان هنا القاهرة.