دولة غير متوقعة تتصدر قائمة أكثر دول العالم لها “دم خفيف”
كشفت دراسة دولية جديدة أن دولة التشيك تحمل لقب الدولة الأكثر طرافة في العالم، متقدمة على دول عُرفت تاريخياً بحسها الفكاهي مثل البرتغال وأيرلندا، بينما تراجعت كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة إلى مراتب متأخرة نسبياً في هذا التصنيف اللافت.
6000 مشارك من 30 دولة
واستندت الدراسة التي أجرتها شركة "Remitly" المتخصصة في الخدمات المالية الرقمية، إلى استطلاع رأي شمل 6000 شخص من 30 دولة مختلفة، حيث جرى تحليل ميولهم الفكاهية عبر استبيان نفسي متخصص يُعرف بـ"استبيان أنماط الفكاهة".
ويقيس الاستبيان قدرة الأفراد على الفكاهة في الحياة اليومية وأنماط استخدامها، عبر عبارات مثل: "أحياناً لا أستطيع منع نفسي من قول نكتة حتى لو لم تكن مناسبة للموقف"، أو "أبدو كشخص فكاهي بالفطرة".
جمهورية التشيك: فكاهة ذكية وساخرة
جاءت جمهورية التشيك في الصدارة بمتوسط درجة بلغ 72.3 من أصل 112، بفضل ما وصفه الباحثون بـ"روح الدعابة الذكية، والسخرية اللاذعة، والفكاهة الدقيقة التي قد تُفاجئك في توقيتها".
واحتلت البرتغال المركز الثاني بحس فكاهي يمتزج بالدفء وسرعة البديهة، بينما جاءت أيرلندا ثالثة، معززة مكانتها كسيدة فنون القصّ والذكاء الاجتماعي العفوي.
المملكة المتحدة: المركز الثامن عشر رغم شهرتها في الكوميديا
على الرغم من كون بريطانيا موطناً لرموز الكوميديا مثل ريكي جيرفيس وريتشارد أيواد، فقد جاءت في المرتبة الثامنة عشرة، متأخرة عن دول مثل أستراليا وفرنسا وكندا. وأشارت الدراسة إلى تفضيل البريطانيين للفكاهة الجافة وسخرية الذات، وهو أسلوب يلقى استحساناً في الداخل، لكنه ربما لا يحظى بالقدر ذاته من القبول عالمياً.
الولايات المتحدة: في ذيل القائمة
أما الولايات المتحدة فجاء ترتيبها في المركز التاسع والعشرين، متقدمة بفارق ضئيل فقط عن الفلبين التي احتلت المرتبة الأخيرة. وبحسب الباحثين، يميل الأسلوب الفكاهي الأمريكي أكثر نحو التفاخر وتعزيز الذات، وهو ما قد لا يتماشى مع الأذواق العالمية المتنوعة.
الفكاهة.. جسر للتواصل بين الثقافات
علّق رايان رايلي، المسؤول عن الدراسة، قائلاً: "الفكاهة ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هي الجسر الأول الذي يُقرب بين الناس، خاصة عند استكشاف ثقافات جديدة أو تكوين علاقات في بيئات غير مألوفة".
وأكد أن فهم اختلاف أساليب الدعابة بين الشعوب يمكن أن يسهم في بناء صداقات وتخفيف التوترات في المواقف الاجتماعية المختلفة.
اختلافات بين الرجال والنساء في تذوق النكات
وفي سياق متصل، أظهرت دراسات سابقة اختلافاً واضحاً في تفضيلات الفكاهة بين الجنسين.
ويميل الرجال أكثر للنكات البصرية والمواقف الكوميدية المباشرة، في حين تُفضل النساء الفكاهة المرتبطة بالقضايا السياسية والعلاقات الأسرية، وهو ما أكدته أبحاث استندت إلى تحليل آلاف الرسوم الكاريكاتورية المنشورة بين عامي 1930 و2010.
الترتيب الكامل لأكثر 30 دولة طرافة
تصدّرت القائمة جمهورية التشيك، تليها البرتغال وأيرلندا وبلجيكا وتشيلي، بينما احتلت ألمانيا المرتبة السابعة والعشرين، والولايات المتحدة المرتبة ما قبل الأخيرة.
في النهاية، تبقى الضحكة لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة، لكن فهم اختلاف أنماطها عبر الثقافات قد يجعل من التواصل تجربة أكثر متعة وعمقاً.