بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

صفقة غزة «الحائرة»

بوابة الوفد الإلكترونية

ترامب يعلن قرب وقف إطلاق النار وحماس فى القاهرة وإسرائيل تواصل الإبادة

تحالف «بن غفير وسموتيرش» لضرب الاتفاق ومحاولات دولية لترضية تل أبيب

 

أعلنت أمس حركة حماس عن استعدادها لقبول اتفاق وقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلى، اشترطت إنهاء الحرب فى غزة كجزء أساسى من أى تسوية، بعد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن اقتراح مدعوم من الولايات المتحدة لوقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، وافق عليه الجانب الإسرائيلى، فى محاولة لتهدئة الصراع المستمر منذ أكتوبر 2023.

ووصل وفد من حماس القاهرة لمناقشة الاقتراح، وسط تساؤلات حول إمكانية تحقيق هدنة فعلية. فيما تُواصل قوات الاحتلال لليوم الـ635 على التوالى الإبادة الجماعية ضد المدنيين والنازحين والعائلات الفلسطينية فى القطاع.

كان ترامب قد أعلن عن التوصل لصفقة الأسبوع المقبل لوقف إطلاق النار فى غزة وقال «سأكون صارمًا جدًا مع نتنياهو بشأن إنهاء الحرب فى غزة».

وأشار إلى أنه سيتناول فى لقائه المرتقب رئيس حكومة الاحتلال الصهيونى بنيامين نتنياهو، ملفَّى غزة وإيران، فى ظل توقّعات بأن يشكل هذا اللقاء محطة مهمة لدفع المفاوضات إلى الأمام، ضمن خطة أكبر للمنطقة.وذلك وسط انقسام إسرائيلى حاد وتخبّط فى القرار السياسى والعسكرى بشأن إنهاء الحرب وتبادل الأسرى.

وكشفت مصادر دبلوماسية عن تقديم قطر اقتراحًا محدَّثًا إلى كل من حكومة الاحتلال وحركة حماس لصفقة تبادل أسرى، يتضمّن تعديلات على مبادرة المبعوث الأمريكى الخاص «ستيف ويتكوف» الأصلية، أبرزها:

وقف إطلاق النار لمدّة ستين يومًا وإطلاق سراح ثمانية أسرى أحياء فى اليوم الأول من وقف إطلاق النار، وأسيرين إضافيين فى اليوم الخمسين. وتسليم جثامين ثمانية عشر أسيرًا على ثلاث دفعات وانسحاب الاحتلال الإسرائيلى حتى محور «موراج» وزيادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وبحسب القناة «11» العبرية، فإنّ المستوى السياسى الإسرائيلى «لم يرفض الاقتراح الجديد حتى هذه الساعة، بل يناقش كيفية الردّ عليه»، فى حين أكّدت مصادر حكومية إسرائيلية أنّ احتمالية التقدّم فى الاتصالات عالية، وأنّ الهدف الحالى هو إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الأسرى الأحياء، ثم البحث فى مصير باقى المحتجزين أثناء مدّة وقف إطلاق النار.

ونقل موقع أكسيوس الأمريكى، عن مسئول إسرائيلى رفيع، أنّ الاقتراح القطرى الجديد يتضمّن تغييرات فى صياغة بعض البنود وليس تغييرات جوهرية.

ونقلت «القناة 12»، عن مسئولين إسرائيليين وصفهم لما يحدث بأنه اختراق كبير يلوح فى الأفق، قد يفضى إلى استئناف المفاوضات خلال أيام، مع تفاؤل حذر بإمكانية تحقيق تقدّم ملموس للمرة الأولى منذ أشهر.

وكشف موقع «واللا» العبرى عن اجتماع ثلاثى عُقد بمشاركة نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير، لبحث السبل الكفيلة بالتقدّم فى ملف الأسرى والتعامل مع غزة، على أن تُعرض قرارات هذا الاجتماع على «الكابينت» للمصادقة عليها اليوم الخميس، قبل انعقاد جلسة إضافية مساء بعد غد السبت تسبق مغادرة نتنياهو إلى واشنطن.

لا يزال الانقسام الداخلى الإسرائيلى واضحًا، إذ جدّد وزير الأمن القومى، إيتمار بن غفير، رفضه أى حديث عن إنهاء الحرب قبل حسم حركة حماس بالكامل، بينما قال وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش «نحن لا نزال فى منتصف العملية.. نعيد احتلال غزة وندمّر العدو».

وكشفت صحيفة «هآرتس» العبرية عن ملامح مخطط سياسى يجرى بحثه بين الولايات المتحدة، إسرائيل، وعدد من الدول العربية، يهدف إلى إنهاء العمليات العسكرية عبر صفقة تشمل الإفراج المرحلى عن الأسرى الفلسطينيين، مقابل تنازلات سياسية وأمنية من حركة «حماس»، وتعويضات سياسية لإسرائيل تشمل التطبيع مع عدد من الدول العربية تهدف إلى احتواء معارضة اليمين المتطرف داخل الحكومة.

وقالت المصادر إن التعويضات ستستخدم لإقناع وزراء اليمين المتطرف الذين يعارضون إنهاء الحرب، فيما لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الخطوات ستُقنعهم فعليًا بدعم الاتفاق.

ويقترح المخطط أن تبدأ العملية بالإفراج عن عشرة أسرى أحياء لدى حماس، يليها مفاوضات قصيرة المدى حول المبادئ العامة لإنهاء الحرب. وتشمل الشروط نفى قادة حماس من قطاع غزة، وإنهاء حكم الحركة فى القطاع، إضافة إلى تسليم الإدارة المدنية لائتلاف عربى يشرف على إعادة الإعمار.

بينما تلعب قطر دور الوسيط، حيث أبلغت قيادة حماس فى الدوحة بأن موافقتها على الصفقة ستؤدى إلى وقف دائم لإطلاق النار، بينما التزمت واشنطن بمنع إسرائيل من استئناف الحرب بعد تنفيذ المرحلة الأولى.

تطالب إسرائيل - رغم الالتزام الأمريكي - بضمان صريح يسمح لها باستئناف العمليات العسكرية فى حال فشل المفاوضات بعد الإفراج عن الأسرى. وأكدت مصادر إسرائيلية لصحيفة هآرتس أن هذا الشرط يشكل «الخط الأحمر» الذى تتمسك به الحكومة.

تزامن هذا المخطط مع زيارة مرتقبة لنتنياهو إلى واشنطن، وسط شكوك حول نواياه الحقيقية، إذ تشير مصادر عبرية للصحيفة إلى احتمال أن يكون الهدف من الزيارة هو كسب الوقت أو إفشال الصفقة، خصوصًا مع تصاعد تصريحات وزراء مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش الداعية إلى مواصلة الحرب حتى النهاية.

ويعتقد بعض الوزراء الإسرائيليين أن تصريحات رئيس الأركان هرتسى هاليفى حول استنفاد الحرب تم تنسيقها مع نتنياهو، تمهيدًا للإعلان عن الصفقة، لكن يبقى موقف القيادة السياسية متذبذبًا، بين المناورة والتفاوض.