بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

«الوفد» تحاور مستشار الرئيس الإيرانى

أمير موسوى: الحرب بين إيران والكيان الصهيونى لم تنته.. بل بدأت

بوابة الوفد الإلكترونية

الذين يتهمون إيران بـ«المسرحية» هم «مناضلو الكيبورد»

< إيران استخدمت صواريخ كانت ستتخلص منها فى الصحراء ولم نستخدم ربع قوتنا العسكرية إلى الآن 

< إيران تستخدم أجهزة طرد من الجيل التاسع وهو ما يعنى اختصار الوقت والوصول لمعدل تخصيب يصل لـ90%

< واهم من قال إن الحرب انتهت.. ربما هى مدة زمنية ويعود الاقتتال مرة أخرى 

< أمريكا لم تسقط النظام الإيرانى.. وابن شاه إيران السابق يتم تجهيزه فى واشنطن منذ سنوات

< الحرب وحدت الشعب الإيرانى وكشفت تجنيد الموساد لدبلوماسيين إيرانيين فى مناصب عليا 

< حركات «مجاهدى خلق» و«جند الله» نصبوا مدافعهم فى ظهر إيران أثناء المعركة ولم يطلقوا رصاصة على مغتصبى بيت المقدس 

< مصر فى قلب المواطن الإيرانى.. وأطالب القيادة المصرية بالتفكير فى سوق مصرية إيرانية واتفاقيات تبادل تجارى وسياحى

< حلمنا أن تضع القاهرة يدها فى يد طهران

 

الطريق إلى طهران صعب، ومحفوف بالمخاطر.. من يحاول التواصل مع أحد القيادات يوصم ويوضع فى خانة العمالة بهدف التصفية الجسدية، عوامل الأمان والسلامة من قبل الحرس الثورى الإيرانى مشددة صارمة لا جدال فى تنفيذها بدقة، يمنع التعامل مع الغرباء، يمنع الرد على أرقام هاتفية دولية، يمنع التواصل عبر تطبيق الواتس آب،.... أنت تعمل بمهنة البحث عن المتاعب، بعض الإصرار، يجاب طلبك بالرفض فى بداية الأمر، من أنت؟... كى تتواصل مع مسئول سيادى فى بلد يتم تصفية رجاله عبر الغرباء وأبناء الجلدة الواحدة.... الأمر غاية فى الصعوبة لرقم مجهول يحاول التواصل مع المصدر الدبلوماسى رفيع المستوى. 

القاعدة الأولى فى العمل المهنى ببلاط صاحبة الجلالة، الصحفى لا يسأل عن مصدره، لكن يكفى أن أنقل لك عزيزى القارئ، أن اتصالا من دولة عبر هاتف ثم اتصال آخر من دولة أخرى، يطلب محادثك أن تمهله بضعة أيام ليقرر، ثم اتصال من دولة أخرى.... وأخيرا يحادثك الرجل الدبلوماسى، السيد أمير الموسوى مستشار الرئيس الإيرانى «بزشكيان»... أنت أمام رجل مقرب من دوائر صنع القرار الإيرانى تدرج فى وظائفه الدبلوماسية ممثلاً ثقافياً فى عدة سفارات إيرانية ابتداءً من السفارة الإيرانية فى بروكسل، ثم السودان من سنة 1990 حتى 1996، عاد بعدئذٍ إلى إيران، فعمل فى رابط الثقافة والعلاقات الإسلامية، وأصبح مدير مركز الدراسات الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية فى طهران، عمل فى الملحقية الثقافية فى الجزائر من سنة 2014 حتى سنة 2018. 

فى هذا الحوار «عبر زووم» نستنطقه نفتح الملفات الشائكة نحاوره بمنطق طرح التساؤلات الأكثر منطقية المباشرة، نحاوره بلا مواربة ولا دبلوماسية... حوار من أجل الحقيقة لنضعه أمامك عزيزى القارئ. 

بصفتكم أحد الدبلوماسيين الإيرانيين ومقربا من دوائر صناعة القرار فى الدولة كيف تقيم الحرب بين إيران والكيان الصهيونى؟

دعنا أولا نصحح السؤال ونقول بين إيران والكيان الصهيونى بمساعدة الولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية الكبرى مثل بريطانيا. 

سأتفق معك فى التوصيف وأستمع إليكم السيد مستشار الرئيس الإيرانى؟

إذن لتسمح لى ويسمح لى القارئ المصرى بطرح تساؤل يجيب عن سؤالك؟

تفضل؟

ما هو بنك الأهداف الحقيقى الذى كان لابد للكيان الصهيو أمريكى تحقيقه وانجازه؟

نسمعك تفضل 

العدو الصهيو أمريكى كان يهدف أولا إلى إسقاط النظام الإيرانى وتغييره وابن شاه ايران السابق قال نصا لترامب «لقد خذلتنى ولم تف بكلمتك» وهو ما يعنى أن فكرة البديل الحاكم كان معدا مسبقا وإعادة إنتاج تجربة تماثل التجربة التى حدثت فى إحدى البلدان العربية، ثانيا كان الهدف الثانى هو القضاء على حلم المشروع النووى، والهدف الثالث أخيرا هو تركيع الشعب الإيرانى واستغلال خيراته، فهل حدثت وتحققت هذه الأهداف؟

لكن فى المقابل أيضا أصابت الضربات النظام الإيرانى فى مقتل، أنت أمام ضربات اغتالت الصف الأول من علماء بلادكم وضربات اغتالت القيادات العسكرية؟

لا أختلف معك، لكن هذا يعنى أننا أمام عدو حقير وجبان ووضيع يقوم بفكرة التصفية والاغتيالات. 

أذكرك بمقولة الشاعر: تعددت الأسباب والموت واحد؟

وهل كان اغتيال العالم المصرى مصطفى المشد وغيره من العلماء وقع أثناء حرب أو اقتتال لماذا لا ننظر إلى الأمور بعين واقعية وحقيقية؟

العين العربية ترى هذه الحرب تمثيلية وسيناريو معدا مسبقا؟

هؤلاء يضربون المجتمع الإيرانى فى ظهره، لأن الحقائق واضحة، فعن أى مسرحية تريد أن تتحدث وتختلق، الذين يقولون مسرحية ماذا قدموا لقضية غزة. 

إيران أيضا متهمة بالتنازل عن قضية غزة فلماذا لا يكون شرط وقف الحرب مرهونا بوقف العدوان على غزة؟

هذه أيضا معلومة غير حقيقية، الاتفاق بواسطة الوسيط العمانى يشهد بأن إيران وضعت من ضمن شروطها وقف الحرب على غزة لوقف إطلاق النيران. 

لكن العدوان الإسرائيلى لم يتوقف على أهل غزة. 

دعنى أكرر لك أنك أمام عدو يستبيح كل شىء ولا يمكن الوثوق فى كلامه. 

إذن السياسة الإيرانية متناقضة... كيف لا تثقون فى كلام الكيان الأمريكى وتجلسون للتفاوض معه؟

هناك فارق بين أن تكون دولة لها مؤسساتها ووضعها الدولى وأن تكون كيانا أو جناحا عسكريا، الدولة مرتبطة بمنظومة من اللوائح الدولية، هذه اللوائح تتصيد لك الخطأ، بالتالى أنت مضطر للجلوس والتفاوض وإلا سيتغنى العدو الأمريكى بانتهاكك للعديد من القوانين وأنك غير متعاون مع مؤسسات المجتمع الدولى، أنت مضطر لأن تجلس على مائدة مفاوضات حتى إذا كنت على يقين أن الأمريكان حانثو الوعود. 

دعنى أكون مباشرا معك وأكثر وضوحا.... هل استخدمت إيران كل طاقتها العسكرية أو ما يسمى بلغة المعارك بطاقة قتالية قصوى أثناء هذه الحرب؟

هل تصدقنى إذ أخبرتك بأن إيران استخدمت أسلحة تعتبر من نفايات التسليح، ولو لم تستخدمها إيران كانت ستلقى بها لتفجيرها فى الصحارى باستثناء نوعين فقط أو ثلاثة على الأكثر. 

ألا ترى أنكم تبالغون فى هذا التوصيف؟

أنا أقول لك حقائق ولا أبألغ. 

أى حقائق يا مستشار الرئيس وسماء إيران كانت مفتوحة أمام العدو الصهيونى ونظم الدفاع الجوى عندكم أخفقت فى صد الكثير من الهجمات الجوية؟

ألا ترى أنك غير محايد فى حوارك يا دكتور... ولكن أقول لك أن ما تقوله به أمور صحيحة لكن أيضا نحن كسرنا أكذوبة القبة الحديدة ومقلاع داوود وصواريخنا وصلت لتل أبيب ولمناطق حيوية ولكن خيانة الداخل كانت الشوكة فى ظهر إيران. 

خيانة الداخل... تذكرنى بمقولة تاريخية فى ادبنا العربى: «الجيوش القوية تهزم بالخيانة؟

عفوا سامحنى... لماذا تقول دائما فى حديثك معى.. أدبنا العربى والمواطن العربى.. ألسنا جميعا ننتمى لهوية دينية واحدة، فلماذا تتحدث بلغة شعوبية فيها فرقة لا التحام وترابط؟

لأن المواطن العربى يحمل العديد من التوجسات ومحمل بأفكار فيها تخوفات من إيران؟

وما هى هذه التخوفات، هل ستنطلى عليهم أكذوبة الوهم أن أمريكا تستنفد أموال الخليج حماية لهم من إيران التى تريد البطش بهم وتغيير الحكام وتصدير الثورة الإيرانية. 

ولم لا تكون هذه حقيقة تحاولون إنكارها؟

هل تعرف أن المعركة منذ بدأت طالب آية الله خامنئى أن يكون ميثاقها الشرف والنبل ودستور رسول الله فى المعركة فلا نؤذى أبرياء. 

هل هذا تبرير لضرب قاعدة العديد القطرية بدافع أنكم أبلغتموهم بالضربة قبلها؟

ألا ترى أنك متحامل على الإيرانين؟

ربما أكون متحاملا لكنى أنقل بحيادية رأى البعض داخل الشارع المصرى؟

تعال لنعكس الأمر... وضربت إيران قاعدة العديد دون الإبلاغ وغلق الفضاء الجوى بقطر، كم طائرة مدنية كانت ستصاب بالضرر، كم عامل بنغالى وهندى مسكين سيلقون حتفهم، كنت ستشاهد قنوات الأعادى تتغنى باعتداء إيران على دولة عربية مسلمة سنية، نحن أبلغنا قطر لغلق مجالها الجوى، وابتعاد المدنيين، وضربتنا وجهت لقاعدة رفع عليها علم أمريكى، الذين يتهمون إيران بمسرحية هم مناضلو الكيبورد ومن يريدون التشكيك فى فعل المقاومة وانتصار إيران فى المعركة. 

وهل انتصاركم هذا دفع الرئيس الأمريكى للحديث بسخرية عن السيد آية الله خامئنى؟

سبق وقلت لك إن حروبهم وردودهم تدل على معيار التدنى الأخلاقى، فماذا لو حدث العكس واستخف قائد إيرانى بمثال دينى كاثوليكى أو يهودى، كانت الدنيا ستقوم ولا تقعد لكن نحن أمام مجموعة من منتهكى الأخلاق والأدب فى المعارك. 

الرئيس الأمريكى قال إنه لم يرد قتل السيد خامئنى؟

الرئيس الأمريكى كذاب، وحاول الأمريكان وعملاؤهم قتل واغتيال آية الله مرات ثلاث، ولقد رد آية الله بمقولة سيدنا الإمام الحسين، فنحن لا نهاب الموت على يد الأعادى لكنهم كذابون. 

دعنى أنتقل بكم إلى موقف الدول العربية من هذه الحرب؟

بعض الدول العربية بانت على حقيقتها من كونها داعما للكيان الصهوينى وداعما أكيدا وحليفا أيضا. 

وماذا عن موقف مصر؟

لا أستطيع أن أجيبك عن هذا الأمر فليس كل ما يعرف يقال. لكن يكفى أن تستشف زيارة وزير الخارجية لمصر من دون الدول العربية. ودور مصر فى الوساطة مع عمان. 

ماذا تريد إيران من مصر؟

المحبة والتعاون... أهل إيران عاشقون للتراب المصرى. 

هل يمكن أن يكون هناك تعاون أو اتحاد أو تحالف بين مصر وإيران؟

يجب أن يكون هناك تحالف لأن مصر هى كنانة الله فى أرضه ويمكن أن يتم عمل سوق مصرى إيرانى مشترك، وننقل الخبرة النووية لمصر واستخدامها فى مجال الكهرباء والأدوية. 

نريد توضيح أكثر؟

إيران تستخدم الآن الجيل التاسع لتخصيب اليورانيوم وهو ما أقلق الأمريكان والصهاينة، والجيل التاسع من معدات الطرد داخل المفاعلات النووية يختصر الوقت ومعدل التخصيب وأحيانا يصل إلى 80 أو تسعين بالمائة، الكهرباء تحتاج إلى تخصيب بمعدل 3 ونصف فى المائة والدواء يحتاج إلى تخصيب يعادل 20 بالمائة. 

برأيك كيف يمكن للمجتمع المصرى الاستفادة من إيران بعد الحرب؟

يكفى فتح المجال للسياحة الدينية وسترى مصر عائدات هذه السياحة ومردودها فى الدخل القومى. 

سأنقلك إلى سؤال يداعب خيال العالم العربى والإسلامى؟

هل انتهت الحرب بين إيران والكيان الصهيونى؟

الحرب لم تنته... الحرب بدأت، وأى وقف للقتال هو مساحة زمانية من الوقت فقط... ثم سيعاود الاقتتال مرة ثانية. 

هل أعود بكم إلى فكرة الخيانة الداخلية... من خان إيران من الداخل؟

سأجيبك بكل شجاعة وصراحة... هناك قيادات عسكرية ودبلوماسية كانت تعمل فى الخارج الإيرانى وجندهم الموساد ثم عادوا لايران جواسيس لهم وتم اكتشاف أغلبهم، أضف إلى ذلك بعض الكتائب العسكرية مثل فصيل جند الله الذى تدعمه السعودية ويحمل أفكار داعش وحركة مجاهدى خلق إلى جانب بعض الجنسيات الأخرى.