بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خط أحمر

إنهما يغرقان فى نهر

سوف تشك كثيرًا فى أن المتحدث للقناه ١٣ الإسرائيلية اسرائيلى يحمل الجنسية الإسرائيلية، وسوف تشك أكثر فى أنه كان رئيسًا للكنيست ذات يوم، ولكنك سرعان ما سوف تجد أن الشك لا مبرر له فى الحالتين لأن المتكلم للقناه كذلك بالفعل.

اسمه أفرهام بورج، وكان على رأس الكنيست من قبل، وعندما غادر منصبه أصدر كتابًا عنوانه: أن ننتصر على هتلر.

وكان القصد فى الكتاب أن يتخلص الإسرائيليون من العقدة التى أورثها لهم الزعيم النازى هتلر، وأن يتخلوا عن الصهيونية كعقيدة سياسية تبرر الإستيلاء على أرض الغير دون وجه حق، وأن يفهموا أن الفلسطينيين لا ذنب لهم فيما ألحقه هتلر باليهود فى زمانه.

هذا بالطبع كلام فى محله، ومن وقت إلى آخر نجد أنه يصدر عن اسرائيلى مؤيد للسلام فى إسرائيل، ولكن مشكلتنا مع مثل هذا الكلام أنه إما يبدو وكأنه توبة فى غير أوانها، أو أن صاحبها لا يمثل غالبية فى اسرائيل تستطيع مواجهة هذا التطرف الحاكم فيها وإبعاده عن الحكم.

من أغرب ما قاله رئيس الكنيست السابق للقناه الإسرائيلية، أنه لو كان على نهر ورأى أن إيتمار بن غفير وأيمن عودة يغرقان، فسوف ينقذ عودة لا بن غفير !.. أما بن غفير فهو وزير الأمن القومى فى حكومة بنيامين نتنياهو، ولا ينافس رئيس الحكومة هناك فى تطرفه إلا هذا المدعو بن غفير، وقد وصل فى تطرفه إلى حد أنه دعا إلى منع أى مساعدات انسانية من دخول قطاع غزة !.. وأما عودة فهو يرأس تحالفًا عربيًا برلمانيًا فى الكنيست، وهو تحالف ممن يسمون عرب ١٩٤٨، أى الذين فضلوا البقاء فى اسرائيل بعد قيامها، وحصلوا على جنسيتها مع مرور الوقت، ولكن هذا لم يمنعهم من أن يظلوا يحملون الجنسية الفلسطينية، ولا من أن يظلوا يدعون إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

أفرهام بورج يقول إن القيم الإنسانية المشتركة التى تربطه بعودة، أقوى من تلك التى تربطه بالمدعو بن غفير.

الأغرب أن مذيع القناه لما نبه بورج إلى أن عودة يقول طول الوقت أنك.. أى رئيس الكنيست السابق.. تحتل أرضه، رد فقال إن عودة ليس وحده الذى يقول ذلك، وإنما أشاركه أنا ما يقوله فى هذا الأمر !.. هذا كما ترى شيء كأنه خيال.. ولكنه حقيقة منشورة على الناس، ولا يتمنى المرء شيئًا سوى أن يصبح الإسرائيليون كلهم مثل بورج، وأن تكون هذه هى نهاية الإحتلال الذى لا بديل عن أن ينتهى.