روسيا ترفض مقترح جوتيريش بتقييد "حق الفيتو": تجاوُز لصلاحياته

وصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بأنه قد تجاوز صلاحياته بمقترحه الحد من حق النقض "الفيتو".
جاء ذلك في الإحاطة الإعلامية لزاخاروفا اليوم الأربعاء، حيث تابعت: "نضطر للقول إن السيد جوتيريش خرج عن إطار صلاحياته، بعبارة ملطفة، بإدلائه بتصريحات سياسية غامضة تتجاوز صلاحياته، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وأدهشت كثيرين".
وأشارت زاخاروفا إلى أن قضية إصلاح مجلس الأمن لا تقع ضمن اختصاص الأمانة العامة للأمم المتحدة، وإنما ينظر إليها "في إطار المفاوضات الدولية بين الحكومات، والتي تظل المنصة الوحيدة لإيجاد قواسم مشتركة حول هذه القضية".
وتابعت: "أما فيما يتعلق بحق النقض تحديدا، فنعتبره آلية فريدة لا تسمح للأعضاء الغربيين في مجلس الأمن بالدفع بشكل أعمى نحو قرارات تصب في مصالحهم، معتمدين على تفوقهم العددي المشروط".
وأعربت زاخاروفا عن اقتناع روسيا بأنه "ليس حق النقض وحده، ولا مؤسسة حق النقض ما يستحق الانتقاد، وإنما نهج الغرب الجماعي، الذي لا يريد السعي إلى حلول وسط، ولا يزال أسيرا لوهم هيمنته وحصريته".
وأضافت: "علاوة على ذلك، لا ينبغي للنقاشات حول حق النقض أن تهمل المشكلة الرئيسية، وهي الالتزام الجاد بقرارات مجلس الأمن الدولي المعتمدة بالفعل، والتي، وفقا لميثاق المنظمة، ملزمة. لكن هناك مشاكل خطيرة في هذا الشأن".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد صرح في وقت سابق بأن معظم دول الأمم المتحدة تدرك ضرورة إصلاح المنظمة الأممية. وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بدوره إلى أن ضرورة توسيع مجلس الأمن الدولي يجب ألا تكون بزيادة تمثيل الدول الغربية، وإنما بتمثيل دول من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. ورأى أن التخلي عن حق النقض في الأمم المتحدة هو أمر غير واقعي، وإلا ستصبح المنظمة عديمة الفائدة.
من جهة أخرى، أعرب الكرملين، الأربعاء، عن ترحيبه بقرار الولايات المتحدة تعليق تسليم بعض الأسلحة إلى أوكرانيا، معتبرا أن خفض الدعم العسكري لكييف "يجعل نهاية النزاع أقرب".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين ردا على سؤال من فرانس برس: "كلما قلّت كمية الأسلحة التي تُسلّم إلى أوكرانيا، كلما باتت نهاية العملية العسكرية الخاصة أقرب"، في إشارة إلى التسمية التي تعتمدها موسكو للهجوم الذي بدأ مطلع العام 2022.
في المقابل، حذّرت وزارة الخارجية الأوكرانية من أن "أي تأخير أو إرجاء" في تسليمها الأسلحة من قبل واشنطن "يشجّع" روسيا على مواصلة مهاجمتها.
أوكرانيا تستدعي القائم بالأعمال الأمريكي بعد تعليق واشنطن تسليم بعض الأسلحة لكييف
أمرت وزارة الخارجية الأوكرانية، باستدعاء القائم بالأعمال الأمريكي في كييف جون جينكل بعد أن أعلن عن تعليق واشنطن تسليم بعض الأسلحة إلى أوكرانيا، بما في ذلك صواريخ "باتريوت".
جاء ذلك وفقا لما أفادت به صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلا عن بيان للخارجية الأوكرانية، التي قالت: "كانت القضية الرئيسية للمحادثة مع الدبلوماسي الأمريكي هي المساعدات العسكرية الأمريكية والتعاون الدفاعي بين البلدين، حيث أكد الجانب الأوكراني أن أي تأخير أو تردد في دعم القدرات الدفاعية لأوكرانيا لن يؤدي إلا إلى استمرار الحرب، بدلا من السعي للسلام".
وكانت الصحيفة قد أفادت، نقلا عن مصادر، أن واشنطن ستعلق توريد صواريخ اعتراضية لنظام الدفاع الجوي "باتريوت"، وذخائر GMLRSعالية الدقة، وصواريخ Hellfire الموجهة، وأنظمة صواريخ Stingerالمحمولة وبعض الأسلحة الأخرى إلى كييف.
وقد صرح مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، نهاية يونيو الماضي، أن بعض إمدادات الأسلحة الأمريكية لا زالت مستمرة إلى أوكرانيا، بينما توقف البعض الآخر.