زيارة نتنياهو لواشنطن: ضغوط أمريكية وعقبات كبرى أمام اتفاق غزة

في ظل ترقب إقليمي ودولي، يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن في زيارة عاجلة، وسط تساؤلات حول مدى تأثير الضغوط الأمريكية على مسار الحرب في غزة.
ورغم التفاؤل الحذر الذي يبديه البعض، إلا أن هناك شكوكًا حول إمكانية التوصل إلى حلول جذرية في ظل العقبات القائمة.
وبحسب قناة الغد، تأتي زيارة نتنياهو في توقيت حرج، وسط تزايد الضغوط الأمريكية التي يرى محللون أنها قد تكون حقيقية هذه المرة. إلا أن التوصل إلى اتفاق في غزة يواجه ثلاث عقبات رئيسية:
1- ترفض إسرائيل الانسحاب الكامل من المناطق التي احتلتها بعد مارس، وتكتفي بعرض إعادة الانتشار لتقليل الاحتكاك مع الفلسطينيين، بينما تصر حماس على الانسحاب الكامل إلى المواقع السابقة.
2- يُوصف النظام الحالي لتوصيل المساعدات إلى غزة بأنه "غير إنساني" و"فاشل"، مع دعوات ملحة لزيادة المساعدات لمنع تفاقم المجاعة.
3- بينما يُعتقد أن الرئيس الأمريكي يسعى لإنهاء الحرب، فإن نتنياهو يفضل إنهاءها بشروطه الخاصة، مثل التهجير. ويبقى الضغط الأكبر على نتنياهو هو ضمان صيغة تمنح حماس الثقة بأن هدنة لمدة 60 يومًا لن تؤدي إلى استئناف القتال.
يواجه نتنياهو تحديات داخلية كبيرة، تتمثل في تهديدات شركائه في الائتلاف الحكومي، سموتريتش وبن غفير، بإسقاط الحكومة. وقد يستغل نتنياهو هذه التهديدات كورقة ضغط في مواجهة الضغوط الأمريكية.
وفيما يتعلق بالقضايا القانونية التي يواجهها نتنياهو، يستبعد المحللون أن يتمكن الرئيس الأمريكي من التأثير على محاكمته الجارية. فالحل يتطلب اتفاقًا بين محامي نتنياهو والادعاء، يليه عفو رئاسي، وهو أمر غير مرجح لأنه يتطلب اعتراف نتنياهو بالخطأ وربما اعتزاله الحياة السياسية.
يشير الحشد العسكري المستمر ونشر ألوية جديدة في غزة إلى استمرار الضغط العسكري، لكنه لا يعني بالضرورة فشل المفاوضات، حيث يمكن للقوات الانسحاب بسهولة في حال التوصل إلى اتفاق.
وعلى الرغم من الاحتجاجات المستمرة من قبل عائلات الرهائن الإسرائيليين، إلا أن تأثيرها على الحكومة الإسرائيلية يبدو محدودًا، حيث توصف الحكومة بأنها "بليدة" ومنفصلة عن الرأي العام.
شهدت شعبية نتنياهو ارتفاعًا بعد الضربة الإيرانية، مما أضعف أيضًا شركائه المتطرفين في الائتلاف. وهذا يمنح نتنياهو مساحة أكبر للمناورة، لكنه لا يزال بحاجة إلى مزيد من الشجاعة أو الضغط لإنهاء الحرب.
وتظل الصراعات الداخلية في إسرائيل، مثل الإصلاح القضائي، كامنة تحت السطح بسبب الحرب مع إيران، ولكن من المتوقع أن تعاود الظهور وتهدد استقرار الحكومة.