بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

القاهرة تشهد مفاوضات سياحية واجتماع طوارئ لإنقاذ غزة من المجاعة

بوابة الوفد الإلكترونية

في مشهد يعكس تعدد أولويات العمل العربي، تحتضن القاهرة على مدى يومين حدثين محوريين: أحدهما يخطط لمستقبل سياحي مزدهر، والآخر ينقذ شعبًا يباد. فبينما انطلقت اليوم الثلاثاء جلسات اللجنة الفنية للسياحة العربية برئاسة البحرين، تستعد الأمانة العامة غدا الأربعاء لاستقبال اجتماع طارئ للآلية الثلاثية مع "الأونروا" لمواجهة الكارثة الإنسانية في غزة.  

وذلك تأكيدٍ على دور جامعة الدول العربية كمنصة للتعامل مع تحديات المنطقة المتباينة.  

على الصعيد الاقتصادي، يترأس الوزير مفوض بهجت أبو النصر مدير إدارة النقل والسياحة، أعمال الاجتماع الثالث عشر للجنة السياحية الذي يمتد ليومين. وفي كلمة افتتاحية ، شدد أبو النصر على أن هذا المحفل يُعدّ الخطوة الحاسمة لصياغة خريطة طريق السياحة العربية قبيل انعقاد المجلس الوزاري العربي للسياحة في ديسمبر 2025. وكشف أن الدول الأعضاء تناقش تعزيز التكامل عبر حزمة مشاريع طموحة، أبرزها تفعيل "الباقات السياحية المشتركة" بين العواصم العربية، وتبادل الخبرات في مجال تنظيم القطاع، إلى جانب تطوير استراتيجيات مواكبة المتغيرات العالمية.  

ولم تخل المداخلات من تحذيرات جادة، حيث حذّر المشاركون من تداعيات التغيرات المناخية على المقاصد السياحية العربية، خاصة في المناطق الساحلية. وفي إطار البحث عن حلول مبتكرة، ناقش المجتمعون سبل توظيف "الذكاء الاقتصادي" و"السياحة الرقمية" لتعزيز القدرات التنافسية، مع التركيز على مشروع رائد لتشغيل الحدائق الجيولوجية بالتنسيق بين دول الخليج. كما أولت الجلسات اهتمامًا خاصًا بحماية الموروث الحضاري عبر تعزيز آليات مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.  

وعلى الجانب الآخر، داخل من المبنى نفسه بين اروقه الجامعة العربية بالقاهرة ، تستعد الأمانة العامة لخوض معركة إنسانية مختلفة . ففي اجتماع يعقد اليوم الأربعاء، ستجتمع الآلية الثلاثية (العربية – الإفريقية – الإسلامية) مع ممثلي "الأونروا" لمواجهة ما وصفه الدكتور سعيد أبو علي الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين بـ "الحرب المتوحشة" في غزة. كشف أبو علي في تصريحات صحفية أن الاجتماع سيركز على ثلاث جبهات ملتهبة: أولاً، مواجهة التجويع المنهجي للسكان حيث تستخدم المجاعة كسلاح حرب عبر حصار إمدادات الغذاء والدواء، مع الإشارة إلى جرائم قتل المدنيين الجياع على مشارف "المناطق الإنسانية المزعومة". 

ثانيًا، فضح المخططات الإسرائيلية لتصفية وكالة "الأونروا" التي تعد شريان الحياة لـ 2.3 مليون فلسطيني. ثالثًا، بلورة خطة عاجلة لتنسيق المواقف السياسية والمساعدات المالية على المستويين العربي والدولي.  

ووثق أبو علي شهادات عن "التدمير المنهجي" للمستشفيات والمدارس التابعة للأونروا، مؤكدًا أن 85% من سكان غزة يعيشون تحت خط المجاعة بسبب منع إسرائيل دخول 95% من الشحنات الإنسانية.  

 هذا المشهد المزدوج يختزل مأساة الأمة: قادة يحاولون بناء مستقبلٍ بينما أنقاض الحاضر تُدفن تحت القصف.