بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

بوساطات عربية وضغوط أمريكية

تطبيع مشروط بـ«الجولان» وسلام معلق بين سوريا وإسرائيل

بوابة الوفد الإلكترونية

أعلن وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلى «جدعون ساعر» أمس أن إسرائيل تسعى إلى توسيع دائرة اتفاقات إبراهام لتشمل دولاً إضافية فى المنطقة، موضحاً أن تل أبيب «مهتمة» بتطبيع العلاقات مع سوريا ولبنان، لكنه شدد فى المقابل على أن مرتفعات الجولان المحتلة ستظل مما وصفه بـ«جزء لا يتجزأ من إسرائيل» فى أى اتفاق سلام محتمل.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى عقده فى القدس المحتلة، وقال فيه ساعر: «لدينا مصلحة فى ضم دول جديدة مثل سوريا ولبنان إلى دائرة السلام، بشرط الحفاظ على مصالح إسرائيل الأمنية والجوهرية». وأكد أن حكومته فرضت قوانينها على الجولان منذ أكثر من أربعين عاماً، ولن تتخلى عنه فى أى اتفاق مقبل.
تزامنت تصريحات ساعر مع ادعاءات لمبعوث الأمريكى إلى سوريا، «توم براك» الذى رأى أن السلام مع إسرائيل «ضرورة لسوريا ولبنان»، مشيراً فى تصريحات لوكالة الأناضول التركية إلى أن الرئيس السورى الانتقالى «أحمد الشرع» عبَّر عن رغبته فى السلام، قائلاً إنه «لا يكره إسرائيل ويريد استقرار الحدود».
وقالت مصادر إسرائيلية رفيعة لموقع «واينت» العبرى إن تقدماً تحقق خلال الأسابيع الماضية، وأن المحادثات تدور حالياً حول ترتيبات أمنية أكثر من كونها مفاوضات سلام شاملة. وأشارت التقارير إلى أن الشرع، الذى كان يعرف سابقاً بأبومحمد الجولانى، يرفض التوقيع على اتفاق سلام دون انسحاب إسرائيلى من الجولان، وهو ما ترفضه تل أبيب حتى الآن.
وقالت المصادر إن إسرائيل تدرس فى المقابل إمكانية إنشاء منطقة عازلة جديدة داخل الأراضى السورية، وتأجيل أى انسحاب محتمل أو تعديله. وفيما لم يتم التوصل إلى اتفاق دائم حتى الآن، فإن المباحثات تستهدف تمهيد الطريق لاتفاق شبيه باتفاقات أبراهام، على أن تكون الأولوية حالياً لوقف الهجمات الإسرائيلية داخل سوريا واستعادة العمل باتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974.
وكشف تقرير للموقع العبرى عما وصفه بـ«تسارع مفاجئ» فى وتيرة المحادثات، مشيراً إلى أن اتفاقاً أمنياً محدوداً قد يسبق توقيع اتفاقية سلام شاملة قبل نهاية العام الجارى 2025. ولفت التقرير إلى أن سوريا تعول على وساطة عربية نشطة، ودعم أمريكى واضح، فى الضغط على إسرائيل للقبول ببنود تحفظ بعضاً من سيادتها على أراضيها المحتلة.
ونقلت قناة i24NEWS العبرية فى السياق نفسه، عن مصدر سورى مطلع أن دمشق وتل أبيب تقتربان من توقيع اتفاق سلام قبل نهاية عام 2025، موضحاً أن الاتفاق يتضمن انسحاباً تدريجياً من الأراضى التى احتلتها إسرائيل بعد اجتياح المنطقة العازلة فى 8 ديسمبر 2024، بما فى ذلك قمة جبل الشيخ.
وأوضح المصدر أن ما وصفه بالاتفاقية التاريخية التى تصاغ حالياً ستنهى حالة الحرب، وتعيد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كما أنها تنص على تحويل منطقة الجولان إلى ما وصف بـ«حديقة سلام»، فى صيغة رمزية تبقى السيطرة الإسرائيلية العملية مع إتاحة ترتيبات مشتركة فى بعض النقاط.
ونقلت مصادر عربية عن مصادر مقربة من الحكومة السورية أن الرئيس السورى وافق على خوض مفاوضات غير مباشرة، على أمل أن تثمر الجهود عن وقف الهجمات الإسرائيلية داخل الأراضى السورية، واستعادة الاستقرار على الحدود، مقابل تقديم تنازلات أمنية محدودة من الجانب السورى.
وأوضحت التقارير أن الولايات المتحدة تلعب دوراً محورياً فى هذه المحادثات، وتنسق مع الأطراف المعنية، خاصة فيما يتعلق بالمطالب السورية المتعلقة بالسيادة ووقف الغارات، فى حين تسعى إسرائيل إلى تثبيت ما تسميه «خطوطاً أمنية جديدة» داخل الأراضى السورية لحماية حدودها الشمالية.
أعلن الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب»- فى تصريح جديد له- أنه قرر رفع العقوبات عن دمشق «منحاً لفرصة التطور والتقدم»، فى خطوة بدت متصلة بشكل مباشر بملف التطبيع المحتمل. وقال ترامب إن التطبيع مع إسرائيل قد يكون مدخلاً لحل شامل فى المنطقة، مشدداً على أن الوقت مناسب للسلام.
ويبقى مصير الجولان نقطة الخلاف الأكبر فى ظل هذه التطورات المتسارعة، فيما تبدو واشنطن مستعدة لتقديم حوافز لكل من دمشق وتل أبيب، لإنجاز اختراق دبلوماسى جديد يضاف إلى سجل اتفاقات أبراهام، ويغير قواعد الاشتباك القديمة فى واحدة من أكثر الجبهات تعقيداً فى الشرق الأوسط.