جيل بيزور جيل..
أطفال منتدى الطفل المصري في زيارة إنسانية مؤثرة لكبار السن بالغار
في مشهد إنساني يعكس روح التراحم والتكافل بين الأجيال، نظمت الوحدة العامة لحماية الطفل بمحافظة الشرقية زيارة ميدانية مؤثرة لأطفال منتدى الطفل المصري إلى دار رعاية كبار السن بقرية الغار التابعة لمركز الزقازيق، وذلك في إطار الأنشطة المجتمعية والتوعوية التي تستهدف تعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية في نفوس النشء، وتقوية أواصر الود والاحترام بين الكبار والصغار.
وأكد المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، على أهمية التواصل بين الأجيال، مشيرًا إلى أن مثل هذه اللقاءات تسهم في نقل الخبرات والقيم والمعارف بين الأطفال وكبار السن، كما تساعد في سد الفجوة النفسية والاجتماعية التي قد تنشأ نتيجة اختلاف الأعمار، مشددًا على دور هذه الزيارات في تعزيز روح التفاهم والاحترام، ونشر مفاهيم الرحمة والعطاء داخل المجتمع.
وأضاف المحافظ أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تولي اهتمامًا بالغًا ببناء الإنسان، ليس فقط على المستوى المعرفي والتعليمي، ولكن أيضًا من خلال غرس القيم المجتمعية والروحية في نفوس الأجيال الناشئة، مشيدًا بالجهود المبذولة من الوحدة العامة لحماية الطفل في هذا الإطار.
من جانبها، أوضحت المهندسة لبنى عبد العزيز، نائبة المحافظ، أن الزيارة تمثل نموذجًا ناجحًا للمشاركة المجتمعية الهادفة، وتبرز مدى تأثير العمل التكاملي بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني في بناء مجتمع متماسك.
وقالت: "وجود الأطفال في دور رعاية كبار السن له أثر عميق من الناحية النفسية، فهو يمنح المسنين طاقة إيجابية، ويشعرهم بأنهم ما زالوا محل اهتمام واحتفاء، كما أنها فرصة للأطفال لاكتساب مهارات التعاطف والتقدير وتعلم كيفية احترام الكبار، بالإضافة إلى مساعدتهم على تكوين رؤية شاملة للحياة بعيدًا عن مفاهيم العزلة والأنانية".
بدورها، صرحت هبة محمد حمد، مديرة الوحدة العامة لحماية الطفل بديوان عام محافظة الشرقية، أن الزيارة جاءت ضمن أنشطة اللجنة المحلية لحماية الطفل بالمحافظة، بالتعاون مع مديرية التضامن الاجتماعي، وبدعم من جمعية "كل الناس لتنمية المجتمع" صاحبة دار رعاية كبار السن بقرية الغار.
وأشارت إلى أن هذه الزيارة حملت طابعًا وجدانيًا، حيث شارك عدد من أطفال المنتدى في فعاليات اليوم، والتي تضمنت تقديم الهدايا الرمزية لنزلاء الدار، وعروضًا فنية وإنشادية، شارك فيها الأطفال بأغنيات وطنية ودينية، وألعاب جماعية جمعتهم بكبار السن، في مشهد تفاعل فيه الجميع بالضحك والمودة والحنين.
وأضافت أن محمد راتب، مسؤول الرعاية بمديرية التضامن وعضو اللجنة المحلية، كان حاضرًا خلال الزيارة، إلى جانب الدكتور حامد الهادي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة الزقازيق، ورئيس مجلس إدارة الجمعية، والذي قدّم عرضًا موجزًا عن دور الجمعية وخدماتها المختلفة في رعاية كبار السن، وجهود المجتمع المدني في تنمية ودعم الفئات الأولى بالرعاية.
وما ميز الزيارة هو الجو الأسري الذي ساد بين الأطفال ونزلاء الدار، حيث لم يشعر أحد بالغربة أو الفجوة العمرية، بل كان الجميع في تفاعل إنساني صادق، جسد مقولة "جيل بيزور جيل"، وبرزت ملامح السعادة على وجوه كبار السن، الذين عبّروا عن امتنانهم بهذه اللفتة الإنسانية، بينما حمل الأطفال معهم ذكريات ومشاهد ستظل محفورة في وجدانهم عن قيمة الاحترام والبر بالوالدين.
في ختام الفعالية، أكدت الوحدة العامة لحماية الطفل أنها تعكف على تنظيم مزيد من هذه الزيارات والأنشطة النوعية، إيمانًا منها بدورها التربوي والتوعوي في بناء أجيال سوية نفسيًا وسلوكيًا.