باحث: ثورة 30 يونيو أعادت مصر للمصريين ورسّخت دورها الإقليمي

قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الكاتب والباحث السياسي بمؤسسة الأهرام، إن ثورة 30 يونيو 2013 مثلت تصحيحًا لمسار الدولة، حيث أعادت مصر للمصريين بعدما كادت تضيع في مشاريع خارجية تبنتها بعض الفصائل تحت دعوى تمثيل الشعب المصري، بينما كانت في الواقع تخدم أجندات لا تنتمي للإرادة الوطنية.
ثورة 30 يونيو 2013 مثلت تصحيحًا لمسار الدولة
وأضاف عبد الفتاح، في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن الثورة لم تكتفِ بإعادة مصر لأبنائها، بل أعادتها أيضًا إلى محيطها الإقليمي والدولي، ما استلزم إعادة هيكلة السياسة الخارجية المصرية بما يتماشى مع توجهات الدولة الجديدة، التي سعت للتصالح مع ذاتها ومع محيطها.
وأشار إلى أن مصر تبنت منذ ذلك الوقت دور القيادة في المنطقة للتصدي للمؤامرات والمشاريع الهدامة، بالتنسيق مع الحلفاء، وتمكنت من إحباط العديد من هذه المخططات الإرهابية، من خلال رؤية مزدوجة: "يد تحارب الإرهاب ويد تبني وتعمر".
وأوضح أن الدولة قدمت نفسها من جديد للعالم من خلال بنية تحتية قوية وتشريعات جاذبة للاستثمار، مع بث روح الثقة لدى الشعب في قيادته ومؤسسات دولته، إلى جانب استعادة مصر لدورها كدولة رائدة معتدلة تنتمي للإسلام الوسطي، وتحرص على مصالح الإقليم وثوابت العمل العربي المشترك.
ولفت عبد الفتاح إلى أن مصر باتت الآن طرفًا فاعلًا في جهود تسوية مختلف الأزمات الإقليمية، من غزة إلى سوريا، وصولًا إلى قضايا مثل إيران وإسرائيل، مؤكدًا أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في ذكرى 30 يونيو كانت شاملة، وتناولت مختلف الملفات الإقليمية الساخنة.
وشدد على أن السلام العادل والشامل القائم على الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتجنب المنطقة سيناريوهات كارثية، بينما السلام المفروض بالقوة أو القائم على مصالح طرف واحد لن يدوم، كما يظهر في الصراعات المستمرة التي تخوضها إسرائيل.
وأكد أن المقاربة المصرية يمكن أن تكون أساسًا لتحقيق سلام حقيقي وتنمية مستدامة في المنطقة، شرط وجود إرادة دولية للاستماع إلى هذه الرؤية والبناء عليها.