بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مؤسس PayPal يشكك في تقدم أبحاث الزهايمر والخبراء يردون بتقنيات الذكاء الحيوي

بوابة الوفد الإلكترونية

نشرت نيويورك تايمز مقابلة مطولة أجراها الكاتب روس دوثات مع الملياردير ومؤسس PayPal بيتر ثيل، أحد أبرز مؤيدي دونالد ترامب. المقابلة، التي وُضعت في قسم الرأي، حملت طابعًا غير تقليدي سمح لثيل بطرح آراء صادمة دون معارضة تُذكر.

من بين المزاعم الأكثر إثارة، ادّعى ثيل أن أبحاث الزهايمر "لم تُحرز أي تقدم يُذكر منذ 40 إلى 50 عامًا"، ووصف تركيز العلماء على بروتين بيتا أميلويد بأنه "خدعة سخيفة". لكن هذه التصريحات واجهت ردودًا علمية حادة.

الدكتور ستيرلينج جونسون، أستاذ طب الشيخوخة في جامعة ويسكونسن، قال لموقع Engadget إن ما تحقق في السنوات الأخيرة "استثنائي"، مشيرًا إلى تقدم حقيقي في فهم المرض وتشخيصه المبكر من خلال المؤشرات الحيوية للأميلويد وتاو. وأضاف أن الأبحاث الحالية انتقلت من مجرد علاج الأعراض إلى محاولة تعديل بيولوجيا المرض نفسه.

وقد نوّه جونسون إلى تجارب سريرية واعدة باستخدام علاجات مثل ليكانيماب ودونانيماب، وهي أجسام مضادة أظهرت نتائج قوية في إزالة بروتين الأميلويد وتقليل تطور الأعراض. كما أشار إلى تجربة على دواء غانتينيروماب قلصت عدد المصابين من ذوي الطفرات الوراثية بنسبة كبيرة.

تصريحات ثيل جاءت متماشية مع خطاب روبرت إف كينيدي الابن، رئيس إدارة الغذاء والدواء في إدارة ترامب، الذي قال مؤخرًا إن "التركيز على الأميلويد أضاع عقودًا من البحث بسبب الفساد"، وهي تصريحات رفضتها جمعية الزهايمر ووصفتها بأنها "خاطئة بشكل واضح".

وأضافت الجمعية أن أقل من 14% من أبحاث المعاهد الوطنية للصحة حول الزهايمر ركّزت على الأميلويد خلال العقد الأخير، وأن هناك 495 تجربة دوائية وغير دوائية جارية حاليًا.

المفارقة أن بيتر ثيل، الداعم المعروف لتقنيات "إطالة العمر الجذري" والتي تشمل تجارب مثيرة مثل نقل دم الشباب، يُهاجم الأوساط العلمية التي تسعى لفعل الشيء ذاته لكن عبر أدوات علمية قائمة على التجريب والبيانات. والأغرب أن ينتقد أبحاثًا تتقدم فعلًا، في ظل إدارة سياسية خفّضت التمويل العلمي.

في النهاية، بدا أن نيويورك تايمز منحت ثيل منصة لإعادة تدوير سرديات مغلوطة دون مساءلة جدّية، في وقتٍ تحتاج فيه الحقائق العلمية إلى حماية صارمة من التضليل – خصوصًا حين يصدر من أصحاب نفوذ.