المرأة الجديدة :حماية العاملات تتحقق بالعداله لا من بيانات العزاء

أعربت مؤسسة المرأة الجديدة عن بالغ الحزن والأسى عقب حادث التصادم المأساوي الذي وقع صباح الجمعة 27 يونيو، وأسفر عن وفاة 19 شخصًا، بينهم 18 فتاة من قرية كفر السنابسة، مركز منوف بمحافظة المنوفية، وإصابة ثلاثة آخرين.
ووفقًا للبيان الصادر عن المؤسسة، فإن الحادث لا يمكن اعتباره مجرد "حادث سير"، بل هو انعكاس لعنف بنيوي منظّم ناتج عن سياسات اقتصادية واجتماعية تفتقر إلى أبسط مقومات العدالة والحماية للنساء، لا سيما الشابات والفقيرات منهن.
تتراوح أعمار الضحايا بين 14 و22 عامًا، وغالبتهن يعملن في ظروف غير آمنة مقابل أجور يومية زهيدة لا تتعدى 130 جنيهًا، بدون تأمين أو وسائل نقل مؤمّنة، في ظل غياب رقابة فعلية على بيئات العمل، خاصة في المناطق الريفية.
وأبرز البيان أن من بين الضحايا فتيات لم يبلغن الرابعة عشرة، ما أعاد إلى الواجهة أزمة عمالة الأطفال في مصر، مطالبًا بتحميل وزارة العمل المسؤولية المباشرة لتقاعسها عن الرقابة وتطبيق القوانين التي تحظر تشغيل الأطفال، لا سيما في بيئات خطرة
ودعت المؤسسة إلى فتح تحقيق مستقل وشامل في الحادث، وتعويض أسر الضحايا تعويضًا عادلًا، كما طالبت الدولة ومؤسسات القطاع الخاص بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، وتفعيل التشريعات التي تلزم أصحاب العمل بتوفير وسائل نقل آمنة، كما طالبت بإدراج العاملات والعمال غير المنتظمين ضمن منظومة الحماية الاجتماعية وتطبيق فعّال لحظر عمالة الأطفال، وتوفير بدائل اقتصادية للأسر الفقيرة، وإدماج النوع الاجتماعي في كل سياسات السلامة المهنية.
واختتمت البيان بالتأكيد على أن هذه الفاجعة تمثّل اختبارًا صارخًا لمنظومة العمل والحماية الاجتماعية في مصر، وأن حمايه العاملات تتحقق بالعداله لا من بيانات العزاء.
