الاحتلال يدفن خيام النازحين تحت الرمال بغزة

تواصل طائرات ومدفعية الاحتلال شنّ غارات عنيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة خيام نازحين وأحياءً سكنية، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وجرحى في صفوف الفلسطينيين، وتدمير واسع في البنية التحتية.
وشنّ طيران الاحتلال غارات مكثفة على مناطق متفرقة في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، حيث استهدفت منطقة الكتيبة وسط المدينة، وحي المواصي الذي تعرض لثلاث غارات متتالية من الطيران الحربي والمروحي، إلى جانب عمليات نسف لمبانٍ سكنية في منطقة معن شرقي المدينة. وأسفر قصف الاحتلال على خيمة تؤوي نازحين قرب المستشفى البريطاني في المواصي عن إصابة ستة فلسطينيين،
كما استهدف قصف مماثل خيمة لعائلة أبو طعيمة في شارع شاليه القلعة ما أدى إلى استشهاد خمسة، هم: إيمان جلال أبو طعيمة، لوجين أحمد أبو طعيمة، ساجد أحمد أبو طعيمة، تالا سامي النجار، وآدم أحمد أبو طعيمة.
واستهدفت مدفعية الاحتلال محيط المقابر في حي بطن السمين جنوبي المدينة، فيما أطلقت قوات الاحتلال قنابل إنارة في الأجواء الجنوبية للمدينة وأصيب آخرون في استهداف آخر لخيمة نازحين في المخيم الكويتي الأردني غربي خان يونس.
في مدينة غزة، صعّد الاحتلال من غاراته الجوية، حيث استهدفت الطائرات الحربية سوق الشجاعية شرقي المدينة، وحي الزيتون جنوب شرق المدينة، إلى جانب قصف شُقق سكنية في عمارة "الشوا" قرب مفترق السامر، ما أسفر عن استشهاد 13 فلسطينياً وإصابة عدد آخر.
كما أطلق الاحتلال نيرانه تجاه المناطق الشرقية للمدينة، واستهدفت المدفعية خيام نازحين قرب مدرسة العائلة المقدسة، ما أدى إلى دفن عدد كبير من الخيام تحت الرمال، وأسفرت الحصيلة الأولية عن 11 شهيداً وعدد من الجرحى، في حين تتواصل محاولات انتشال المفقودين باستخدام أدوات بدائية، في وقت لا تزال فرق الإنقاذ تحاول انتشال جثامين الشهداء والمفقودين من تحت الرمال التي دفنت الخيام.
جنود الاحتلال يتهمون قيادتهم بالإهمال بعد مقتل 7 في كمين بخان يونس
اتهم جنود من كتيبة الهندسة القتالية 605 في جيش الاحتلال قيادة الجيش بـ"الإهمال والتقصير المنهجي"، وذلك على خلفية مقتل سبعة من زملائهم في كمين محكم نفذته كتائب القسام في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة الأسبوع الماضي.
وأفادت هيئة البث الرسمية التابعة للاحتلال (قناة كان العبرية) مساء الجمعة أن جنوداً في الكتيبة تحدّثوا عن أعطال متكررة في العتاد القتالي، شملت الأسلحة الفردية والرشاشات المتوسطة من نوع "إم إيه جي"، بالإضافة إلى ناقلات الجند من طراز "بوما" التي قالوا إنها لا توفر الحماية اللازمة.
وأعرب أحد الجنود عن استيائه قائلاً إن الجيش لا يزودهم بما يحتاجونه لحماية أنفسهم، فيما وصفت والدة أحد الجنود ما يجري بأنه أشبه بلعبة "روليت روسي"، مشيرة إلى أن نجلها يشعر بأنه "بطة في مرمى النار".
وأضافت: "تم تحذيرنا مسبقاً وأُبلغنا بأن المدرعات في حالة جيدة، لكنها لم تكن كذلك... كيف يُسمح بإرسال الجنود إلى المعركة بمعدات كهذه؟ كان بالإمكان تفادي الكارثة، وعلى الجيش أن يقدّم تفسيرات بشأن استخدام مركبات مدرعة قديمة".
وكان جيش الاحتلال قد أعلن عن مقتل الجنود السبعة في عملية بخان يونس بعد انفجار عبوة ناسفة بناقلة جند، وامتنع عن التعليق على الاتهامات الموجهة إليه، فيما وصف مراقبون الحادث بأنه من أسوأ مظاهر الإهمال منذ بدء الحرب على قطاع غزة.