اكتشف علماء من كندا أقدم صخور على كوكب الأرض

صخور قديمة .. في خطوة علمية تعيد تشكيل فهمنا لتاريخ الأرض، توصل فريق بحثي دولي إلى تحديد عمر صخور يُعتقد أنها الأقدم على سطح كوكبنا، بعد دراسة دقيقة لتكوين جيولوجي ناءٍ في شمال شرق كندا.
وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، يسلط هذا الاكتشاف الضوء على المراحل المبكرة لتكوين الأرض، ويوفر نافذة نادرة على تاريخ يعود إلى أكثر من أربعة مليارات سنة
حزام نوفواجيتوك الأخضر يكشف أسراره
تشكّل منطقة نوفواجيتوك، الواقعة على الساحل الشرقي لخليج هدسون في إقليم كيبيك الكندي، نقطة جذب للعلماء منذ عقود بفضل تكويناتها الصخرية الفريدة، ولكن تحديد العمر الدقيق لصخورها ظل محل جدل علمي واسع، حيث أشارت أبحاث سابقة إلى أن عمر الصخور قد يصل إلى 4.3 مليار سنة، بينما شكك آخرون في هذه النتائج بسبب احتمالية وجود ملوثات أثرّت على دقة التأريخ
وفي الدراسة الجديدة، التي نُشرت مؤخرًا في مجلة ساينس المرموقة، استخدم الباحثون تقنيتين مستقلتين لقياس عمر الصخور عبر تحليل تحلل العناصر المشعة.
وجاءت النتائج متوافقة بشكل لافت، مؤكدة أن عمر هذه الصخور يبلغ نحو 4.16 مليار سنة، وهو ما يجعلها واحدة من أقدم التكوينات المعروفة على وجه الأرض
نافذة على ماضي الأرض المبكر
ويعرف العلماء أن الأرض تشكّلت قبل نحو 4.5 مليار سنة من سحابة من الغاز والغبار، ومعظم الصخور الأولى انصهرت وأُعيد تشكيلها بسبب النشاط الجيولوجي المستمر، ما يجعل العثور على عينات من تلك الفترة المبكرة أمرًا بالغ الندرة.
وتمكّن العلماء في السابق من تحديد صخور عمرها 4 مليارات سنة في مجمع أكاستا نايس شمال كندا، إلا أن صخور نوفواغيتوك قد تتفوق عليها من حيث القِدم
يرى العلماء أن دراسة هذه الصخور قد تساعد في فهم كيفية تشكل القشرة الأرضية، وكيف تحولت الأرض من كتلة منصهرة إلى كوكب قادر على احتضان الحياة، إلا أن هذه المهمة البحثية تواجه تحديات تتعلق بالحفاظ على الموقع، إذ تقع الصخور ضمن أراضٍ تابعة لقبائل الإنويت المحلية، الذين أوقفوا مؤقتًا عمليات أخذ العينات بعد ملاحظتهم أضرارًا بيئية وسرقة عينات لبيعها عبر الإنترنت
ومن جانبه، عبّر مجتمع الإنويت عن رغبته في حماية الموقع الجيولوجي الفريد، مع فتح المجال أمام الباحثين لإجراء دراسات علمية تحت إشراف محلي.
ويأمل الجميع أن تساهم هذه الجهود المشتركة في الحفاظ على هذا الإرث الطبيعي النادر، الذي يحمل أسرار الأرض منذ بدايات نشأتها