ترامب يشتم زهران ممداني أول مسلم مرشح لعمدة نيويورك.. فيديو

في تحول مفاجئ وصفه المراقبون بـ"الزلزال السياسي"، حقق زهران ممداني فوزًا مدويًا في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، ليصبح المرشح الأوفر حظًا في انتخابات نوفمبر المقبلة في مدينة تميل تاريخيًا للتصويت للديمقراطيين.

مامداني، الذي يمثل منطقة كوينز في جمعية ولاية نيويورك، أكد في خطاب النصر أنه سيكون "عمدة جميع سكان نيويورك"، متعهدًا بتمثيل جميع أطياف المدينة. ويحظى ممداني بدعم كبير من شخصيات يسارية بارزة مثل السيناتور بيرني ساندرز وعضوة الكونغرس ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، ما يعكس تصاعد نفوذ التيار التقدمي داخل الحزب.

وعلى الرغم من عدم شهرته الواسعة بين قطاعات كبيرة من الناخبين، بنى مامداني (33 عامًا) حملته الانتخابية حول قضايا المعيشة الملحة في نيويورك، والتي تعد أبرز ما يؤرق السكان. 

وتضمنت أبرز نقاط برنامجه الانتخابي تخفيف أعباء المعيشة اليومية، وتجميد الإيجارات، وبناء مساكن ميسورة التكلفة، وجعل الحافلات العامة مجانية، وتقديم رياض الأطفال مجانًا، إضافة إلى زيادة الضرائب على الشركات الكبرى.

وشن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوما واسعا على الديمقراطيين بعد فوز المرشح زهران ممداني من أصول هندية في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي على منصب عمدة مدينة نيويورك.

فبعد إعلان فوز ممداني، هاجم ترامب ممداني بحدة، واصفًا إياه بأنه "شيوعي مجنون 100%"، بحسب تعبيره.

وفي منشوراته على منصته "تروث سوشيال"، لم يكتفِ ترامب بالوصف السياسي الحاد، بل تعداه إلى النقد الشخصي، حيث زعم أن ممداني "يبدو فظيعًا"، وأن صوته "خشن"، وأنه "ليس ذكيًا جدًا".

كما أشار الرئيس إلى دعم مجموعات مثل "الفرقة بقيادة كورتيز وجميع الحمقى" لممداني، مضيفًا أن السيناتور تشاك شومر "يتملق له".

واعتبر ترامب فوز ممداني "لحظة كبيرة في تاريخ بلادنا"، في إشارة إلى ما يراه تحولًا جذريًا نحو اليسار المتطرف.

ففي اقتراح بدا ساخرًا، أشار ترامب إلى أنه يجب على الديمقراطيين ترشيح "مرشحة ذات معدل ذكاء منخفض، مثل النائبة ياسمين كروكيت، للرئاسة". واقترح أيضًا أن تتولى مجموعة "AOC+3"، وهي الفرقة برئاسة النائبة اليسارية اكاسيو كورتيز، مناصب رفيعة في الإدارة المستقبلية، كمنصب نائب الرئيس وثلاثة أعضاء رفيعي المستوى في مجلس الوزراء.

واختتم ترامب منشوره بالقول إن أميركا "سوف تُدمر حقًا" مع هذا السيناريو، في إشارة إلى المستقبل الذي يتصوره تحت قيادة هؤلاء الأشخاص، وبالتزامن مع فوز "رئيس البلدية الشيوعي المستقبلي لمدينة نيويورك، زهران ممداني".

ممداني، من أصول هندية أوغندية، ويرتبط بعلاقة مع الفنانة السورية راما دوجي المقيمة في نيويورك. وقد أثار فوزه جدلاً واسعًا بين مؤيدي إسرائيل والجالية اليهودية المؤيدة لها في نيويورك، والتي تعد الأكبر خارج إسرائيل.

وتعود جذور هذا الجدل إلى تصريحات سابقة لمامداني أكد فيها أنه في حال انتخابه، سيأمر باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا زار المدينة، مشيرًا إلى وجود مذكرة توقيف دولية بحقه. 

كما أفادت صحف إسرائيلية بأن مامداني يدعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) ضد إسرائيل، وكان من أشد المنتقدين للهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.

في المقابل، رفض مامداني بشدة اتهامات معاداة السامية، واصفًا إياها بأنها "محاولات ذات دوافع سياسية لطمس الخطوط الفاصلة بين انتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية ومعاداة السامية".

ويترقب الشارع النيويوركي باهتمام بالغ الانتخابات النهائية في نوفمبر، لمعرفة ما إذا كان هذا "الزلزال السياسي" سيتمم مساره نحو قيادة إحدى أهم المدن في العالم.