"موسم الخير يتجدد.. الأزهر يدعو لاغتنام عام هجري جديد بطاعة الله

مع إطلالة هلال شهر الله المحرم، وبدء عام هجري جديد، وجه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية رسالة مهمة تذكّر فيها بأهمية استثمار الوقت، وتعظيم هذا الشهر المبارك الذي جعله الله من الأشهر الحرم، وميز أيامه بفضائل عظيمة، ترتبط بتاريخ النبوات، وروحانية الشكر، والانتصار للحق.
الوقت.. رأس مال الإنسان
أكد المركز أن الله تعالى أقسم في كتابه العزيز بعدد من الأوقات، دلالة على شرفها وأثرها الكبير في حياة الإنسان، مشيرًا إلى أن الوقت هو رأس مال العبد، ويجب عليه أن يغتنمه في طاعة الله، وتحقيق الخير لنفسه ومجتمعه، فقال الله تعالى:
{وَالْفَجْرِ} [الفجر: 1]
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر: 4]
{وَالْعَصْرِ} [العصر: 1]
{وَالضُّحَىٰ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ} [الضحى: 1-2]
وهذا التأكيد الرباني يُرسّخ في وجدان المسلم أهمية إدارة وقته، واستغلال بداية العام الجديد بنظرة مراجعة وتجديد للعهد مع الله.
فضل شهر الله المحرم
في سردٍ علمي وموثق، أوضح مركز الأزهر أن شهر المحرم يتميز بفضائل جليلة، منها:
1. أول الأشهر الهجرية وأحد الأشهر الحرم
يُعد المحرم أول شهور السنة الهجرية، وهو من الأشهر الحُرم الأربعة التي عظمها الله تعالى، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب، قال الله تعالى:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ ... مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة: 36].
2. ثاني أفضل شهر للصيام بعد رمضان
ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال:«أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ»
3. ذكرى نجاة موسى عليه السلام
شهد هذا الشهر حدثًا عظيمًا ونصرًا مؤزرًا، حين نجّى الله تعالى سيدنا موسى وقومه من فرعون، فأمر النبي ﷺ بصيامه شكرًا لله، خاصة يوم عاشوراء، الذي يحمل دلالات على نصرة الحق وبشارة الأمل.
4. صيام يوم عاشوراء
كان رسول الله ﷺ يتحرى صيام هذا اليوم، ويحث المسلمين على اغتنامه، لما له من أجر عظيم في تكفير ذنوب سنة ماضية، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال:«ما رَأَيْتُ النبيَّ ﷺ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ، يَومَ عَاشُورَاءَ»
رسالة الأزهر للمسلمين
دعا المركز جموع المسلمين إلى استقبال العام الجديد بالتوبة، والتخطيط للخير، وصلة الرحم، والعمل الصالح، مؤكّدًا أن اغتنام المواسم الروحية من علامات وعي المسلم وحسن استعداده للقاء الله، كما شدد على أن شهر المحرم هو فرصة لبداية جديدة، وفرصة لصفاء النية، وتجديد العهد مع الله، والتفكر في النعم، ومحاسبة النفس.