بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أرباح الكبار وتجاهل البسطاء .. فلوس الكرة المصرية في جيب مين؟

بوابة الوفد الإلكترونية

لم تعد كرة القدم في مصر مجرد لعبة ترفيهية أو مسابقات رياضية ، بل أصبحت صناعة تدر الملايين وتصل إلى المليارات، من حقوق البث والرعاية والإعلانات وصفقات اللاعبين ، لكن وسط هذا السيل من الأموال المتدفقة يظل السؤال الذي يراود أذهان الجماهير المصرية التي اعتادت على سماع المليارات والملايين في مناقشات كرة القدم على المقاهي .

فلوس الكورة المصرية بتدخل جيب مين؟
بالنظر إلى أرض الواقع نجد أن أندية القمة هي المستفيد الأكبر
الأهلي يليه بيراميدز واقعيًا الآن، لهم نصيب الأسد من التورتة المالية ، الأهلي يحظى بالشعبة الطاغية وحق الرعاية، و البث، والإعلانات، بجانب عوائد أخرى  من متاجره التسويقية وحق استغلال شعاره.
وفي مشهد آخر عكس تحوّلاً كبيرًا في خريطة كرة القدم المصرية، عاد نادي بيراميدز بقوة إلى الواجهة، ليس فقط على الصعيد الرياضي، ولكن من بوابة المال الضخم والاستثمار، بعدما دخلت أطراف من رجال الأعمال بقوة لدعمه ماليًا في خطوة أثارت الكثير من الجدل.

المدهش في الأمر أن بيراميدز أصبح عازمًا على الدخول بقوة في سباق القمة، ليس فقط لمنافسة الأهلي والزمالك داخل المستطيل الأخضر، بل أيضًا لمزاحمتهم في جني أرباح الرعاية، الإعلانات، وحقوق البث ،وبالفعل نجح ليس على صعيد المال بل داخل الملعب  فبعد سنوات قليلة من التأسيس في الظفر بأعرق البطولات القارية ، دوري أبطال أفريقيا.

نموذج بيراميدز ، جعل البعض يفكر أن هذه التجربة قد تُلهم رجال أعمال آخرين للاستثمار في أندية شعبية كبيرة مثل المصري والاتحاد والإسماعيلي، مما قد يُعيد الحياة إلى ملاعب الأقاليم التي طالها الإهمال لسنوات.

الزمالك.. رغم التراجع الملحوظ في الأداء الرياضي والنتائج خلال المواسم الأخيرة، يظل الأبيض أحد أهم الأقطاب الجماهيرية والمالية في الكرة المصرية. فخلف حالة التخبط التي يعيشها الفريق، الآن بكل أسف ، بالطبع تقف قوة مالية خلفه لم تُستثمر بالشكل الأمثل، ويبدو أن تحركات رجال الأعمال ومحبي النادي قد تعيد القلعة البيضاء إلى الواجهة من جديد.

ويأمل جمهور القلعة البيضاء أن تتحرك الإدارة بجدية لجذب استثمارات جديدة، وتحويل اسم الزمالك من نادٍ ممتلئ بالأزمات إلى مؤسسة رياضية اقتصادية قادرة على المنافسة محليًا وقاريًا.

الرقابة .. 
وبالتأكيد وسط التورتة المالية الضخمة في الكرة المصرية ، يتطلب الأمر رقابة واضحة ليس من اتحاد الكرة فقط بل من الجهات الرقابية الكبرى في الدولة لضمان الشفافية في التمويل من أين تأتي هذه الأموال وفيما تنفق وهل تسدد هذه الأندية كامل الأموال المستحقة للدولة من نسب عقود خيالية وتأجير ستادات وملاعب عامة ممتلكة للدولة ؟ 

وعدم تحوّل الأندية إلى واجهات دعائية فقط من أجل إنقاذ الرياضة المصرية من  العشوائية ، فالبديهي أن مع كل جنيه يتم ضخه في الكرة، هناك فرصة عمل تُخلق، وملعب يُرمم، وموهبة تجد طريقها إلى النور على غرار الدولي المصري محمد صلاح سفير مصر الناجح رياضيًا ..

 لكن .. 

هل يحدث هذا وهل عمت الفائدة المالية على تطورات ملحوظة في البنية التحتية الرياضية في مصر أو الأندية الشعبية في الدرجات الأدنى والملقبون بـ المظاليم !

الجماهير .. الحلقة الأضعف ..
الجمهور أساس اللعبة، لكنه دائمًا مهمّش  عندما تأتي سيرة الأرباح المالية ، المواطن البسيط وليس مشجع المقصورة وعضوية 'الفي أي بي "، نجده يدفع اشتراكات شهرية في القنوات، ولديه هوس بشراء تيشيرتات أصلية لفريقه تتجاوز الألف جنيها، كما يحاول حجز تذاكر بأسعار ليست بسيطة في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، ومع كل ذلك يجد نفسه ليس مستفيدًا بأي شيء يُذكر.

تجربة حضور المباريات الخاصة بالمنتخب الوطني على وجه التحديد ليست قوية، خاصةً بتعرض البعض لمشاكل الدخول والخروج من الاستاد، وغياب أي خدمات فعلية للجمهور المصري ومراعاة أنه المساهم الرئيسي في تمويل اللعبة وعوائد البث التلفزيوني، لكن دون مردود حقيقي.

فأسعار التذاكر لا تزال مرتفعة نسبيًا، والدخول للملاعب يخضع لإجراءات معقدة، والتجربة الجماهيرية ما زالت تفتقد خدمات مثل الأمان، النظافة، أماكن الانتظار، وجودة المقاعد ، فأبسط أمور الاستفادة للجماهير تحسين الجوانب سالفة الذكر .