بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خط أحمر

رئيس أمريكى يأتى يومًا

ذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية فى بيان لها، أنها استقبلت ١٤ طائرة شحن عسكرية يوم الخميس ١٩ من هذا الشهر، وأن الطائرات جاءت تحمل كميات من الأسلحة من الولايات المتحدة وألمانيا، وأن الشحنة تأتى ضمن جسر جوى وبحرى يعمل منذ بدء الحرب بين إسرائيل وإيران. 

وإذا كانت إسرائيل قد بدأت هجومها على إيران يوم ١٣ من الشهر، فلا أحد يعرف عدد طائرات الشحن العسكرية التى وصلت المطارات الإسرائيلية خلال الفترة من يوم بدء الهجوم إلى يوم وصول ١٤ طائرة مرةً واحدة، ثم بالطبع إلى نهاية الحرب فى ٢٥ من الشهر؟ 

ولكن وزارة الدفاع الإسرائيلية لم تترك أمر كميات السلاح التى تصلها عمومًا للتخمين، وإنما ذكرت فى البيان نفسه أن هذا المدد لم ينقطع عنها فى أى يوم منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة، وأن عدد الطائرات التى وصلتها منذ بدء الحرب فى السابع من أكتوبر إلى يوم وصول شحنة ١٩ يونيو، وصل ٨٠٠ طائرة من طائرات الشحن العسكرية! 

وإذا كانت الوزارة قد أعلنت عن مصدر السلاح الذى جاءت به الطائرات الأربع عشرة، فهى لم تذكر شيئًا فى المقابل عن المصدر فى سلاح الطائرات الثمانى مئة !.. ولكننا نستطيع التخمين، بل نستطيع التأكيد أن حمولة هذه الطائرات هى فى غالبيتها إنْ لم تكن كلها من الولايات المتحدة.. فليست هناك دولة تنتصر لإسرائيل بالحق وبالباطل كما تفعل الولايات المتحدة، وليس سرًا أن إدارة الرئيس ترمب لا تخفى ذلك، ولا إدارة بايدن السابقة عليها أخفته، ولا حتى إدارة أوباما السابقة عليهما.. فالاختلاف بينها فى الدرجة لا فى النوع. 

لك أن تتصور أن يكون هذا السيل من السلاح متدفقًا على إسرائيل من أمريكا وغيرها، بينما الفلسطينيون فى قطاع غزة وفى الضفة محرومون من السلاح الذى يمكن أن يدافعوا به عن أنفسهم، ولا نقول السلاح الذى يستطيعون به الهجوم على إسرائيل.. فليس من بين أولويات الفلسطينيين أن يهاجموا الإسرائيليين بغير سبب، وكل ما يطمعون فيه أو يطمحون إليه أن تقوم لهم دولة فلسطينية على أرضهم المحتلة فى غزة وفى الضفة. 

إدارة ترامب شريكة فى قتل كل طفل فلسطينى سقط فى الحرب على غزة، ومعها حكومة المستشار الألمانى ميرتس شريكة بالدرجة نفسها، لأنهما تعرفان مسبقًا أن السلاح المشحون هو لقتل الأطفال بالأساس، وأيضًا النساء والشيوخ ممن لا يد لهم فى الهجوم الذى قامت به كتائب عز الدين القسام فى ٧ أكتوبر. 

الولايات المتحدة كانت وسيطًا نزيهًا ذات يوم، أو كانت قريبة من النزاهة فى الوساطة بين إسرائيل والعرب، ولكنها لم تعد أمريكا التى عرفناها، وصارت وساطتها النزيهة شيئًا من الماضى، أو على الأقل إلى أن يأتى رئيس أمريكى ليس بهذا الخضوع للإسرائيليين.