خبير: الضربات الأمريكية الإسرائيلية أجّلت النووي الإيراني لكنها فشلت في إنهائه

قال الدكتور محمد عز العرب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن التصريحات الأخيرة الصادرة عن كل من ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي، ورافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تعكس موقفاً أمريكياً واضحاً من مستقبل البرنامج النووي الإيراني، موضحًا أن ويتكوف وصف المزاعم التي تفيد بأن الضربات الأمريكية دمرت البرنامج النووي الإيراني بأنها "سخيفة"، مؤكداً في المقابل أن من شبه المستحيل على إيران إعادة إحياء البرنامج بشكل كامل.

وأشار"عز العرب"، خلال مدخلة عبر الإنترنت عبر شاشة “القاهرة الإخبارية”، إلى أن هذه التصريحات لا تقتصر على ويتكوف فقط، بل إن البيت الأبيض نفسه نفى تقارير استخباراتية سابقة تحدثت عن ضعف تأثير الضربات على البنية النووية الإيرانية.

وأوضح أن هناك عدة اعتبارات تفسر هذا الموقف الأمريكي، أبرزها محاولة التشكيك في فعالية الخيارات الأمريكية السابقة، سواء على مستوى الدبلوماسية أو القوة العسكرية، خصوصاً في ظل فشل المسار التفاوضي مع طهران، وعدم تحقيق الضربات العسكرية أهدافها الكاملة.

وأكد أن الضربات التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية لم تحقق الهدف المعلن بالقضاء على البرنامج، بل أدت فقط إلى تأجيله وتعطيله جزئياً. وعلّل ذلك بوجود منشآت نووية إيرانية في مناطق جبلية يصعب تدميرها إلا من الداخل، وفقاً لتقديرات فنية وتقنية متخصصة.

وتابع: "هذا الفشل في القضاء الكامل على البرنامج يعكس أيضاً طبيعة التفكير الاستراتيجي الأمريكي-الإسرائيلي، القائم على مفهوم النصر الكامل مقابل الهزيمة المطلقة، وهو نهج واضح في تعاطي البلدين مع العديد من الأزمات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الصراع مع حركات مثل حماس".

وشدد على أن هناك بُعداً ثالثاً في هذا السياق يتمثل في الانتقادات الداخلية الموجهة لإدارة ترامب، والتي اتُّهمت بعدم الحسم في ملفات دولية حساسة، وعلى رأسها الملف الإيراني.