بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

للوطن وللتاريخ

الدواء فيه سعر ونقص قاتل

المعاناة التي يعيشها الملايين من أصحاب الأمراض، خاصة الأمراض المزمنة في كل أنحاء مصر بسبب عدم وجود الكثير من الأدوية الضرورية، تستحق محاسبة حكومة الدكتور مصطفى مدبولي على ما يحدث داخل السوق السوداء للكثير من أنواع الأدوية التي اختفت من الأسواق، وفي حال وجودها يتم دفع عشرات الأضعاف من ثمنها للحصول عليها.
والواقع الذي يعيشه الملايين من المصريين يعبر حالة المعاناة الحقيقية، سواء من توفير متطلبات الحياة اليومية، أو شراء الأدوية التي أصبحت بمثابة العبئ الأكبر على كل أسرة بعد ارتفاع جنوني في أسعار الدواء، سواء المحلي أو المستورد، وقيام بعض الشركات بتعطيش الأسواق لفترة، ثم نجد انتشار أصناف الدواء مرة أخرى في الأسواق بعد ارتفاع أسعارها، وهي طريقة أصبحت معروفة للجميع.
ولم تجد الشكاوى التي تقدم بها المرضى لمجلس الوزراء أي صدى حتى الآن، خاصة المحتاجين لأدوية الأنيميا وبعض الأنواع الأخرى الخاصة بأمراض الدم، رغم حصولهم على قرارات العلاج على نفقة الدولة بصرف الأدوية من المنافذ المحددة،لدرجة انتهاء صلاحية القرارات دون الحصول على العلاج الذي يجب توافره لهؤلاء المرضى.
وهل يعقل أن المواطن المصري المصاب بمثل هذه الأمراض، أو الأسرة التي لديها طفل مصاب يظل في رحلة البحث عن الدواء لأيام وأسابيع دون فائدة، ثم حال توافره تكون الصدمه بأن المبلغ المطلوب يصل إلى عشرات الأضعاف لاستغلال حاجة المريض له، ولقيام بعض المنتفعين بالسوق السوداء باستغلال الأزمة؟!.
وهل هناك أزمة أكبر من عدم وجود المواطن للدواء الذي يعيش عليه بشكل يومي، سواء كان هذا المواطن يتمتع بالتأمين الصحي من عدمه، أو مجرد مواطن بسيط، ثم نرى التصريحات والأحاديث الحكومية عن الإنجازات في قطاع الصحة، وترك الأطفال وأصحاب المعاشات فريسة لمافيا السوق السوداء للكثير من أنواع الأدوية؟!.
وما فائدة الهيئات والمؤسسات التي تم استحداثها لمواجهة هذا الخلل إذا كانت النتيجة على أرض الواقع كما نراها الآن لمرضى يدركون جيدًا بأن استمرار الأزمة يعنى انتهاء الحياة، في الوقت الذي نؤمن به جميعًا بأن الموت بيد الله بلا شك، لكن الأخذ بالأسباب لم نجد له وجود في مواجهة الأزمة التي تعتبر أحد أهم عناصر الأمن القومي للبلاد والعباد، بل أكثر أهمية من الطعام والشراب ذاته.
خلاصة القول. إن المواطن ليس في حاجة لأعباء جديدة يعيشها منذ سنوات بسبب الظروف والتحديات الاقتصادية الراهنة، وهو المواطن الذي كان دائمًا على قدر المسئولية والوطنية في ظل الأزمات وتحمل تبعاتها، وبدلًا من تردد المقولة الشهيرة باسم أحد الأفلام"الدواء فيه سم قاتل"، أصبح لسان حال الكثيرين الآن "الدواء في سعر ونقص قاتل"..حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء، وللحديث بقية إن شاء الله.