بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ترامب يتوعد بإسقاط النظام الإيرانى ونائبه ينفى نية الحرب

بوابة الوفد الإلكترونية


بينما تتسع دائرة التصعيد بين إيران وإسرائيل عقب انخراط الولايات المتحدة عسكريًا فى الضربات الجوية على منشآت نووية إيرانية، تصاعدت التحذيرات الدولية من تداعيات أى تصرف أحادى قد يشعل أزمة إقليمية شاملة.
وفى بروكسل، حذّرت مسؤولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، كايا كالاس، من أن تنفيذ إيران لتهديدها بإغلاق مضيق هرمز سيكون «خطوة خطيرة وغير مفيدة لأحد»، مشيرة إلى أن المجتمع الدولى لا يحتمل اضطرابًا إضافيًا فى شرايين الطاقة العالمية.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الصينية أن الخليج الفارسى ومياهه المحيطة يُمثلان ممرات تجارية بالغة الأهمية، داعية جميع الأطراف إلى «التحلى بضبط النفس وتكثيف الجهود الدبلوماسية لتهدئة الأوضاع المتوترة».
وفى موقف لافت، أدانت كوريا الشمالية الهجمات الجوية الأمريكية، معتبرة إياها انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول. وأعلنت وزارة الخارجية فى بيونغ يانغ أن ما وصفته بـ«التهور الإسرائيلى المدعوم أمريكيًا» هو السبب الرئيسى فى تفجير الأزمة الحالية بالمنطقة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية.
وفى ظل هذا الضغط الدولى، حثّ القادة الأوروبيون إيران على الامتناع عن أى رد قد يُسهم فى زعزعة استقرار المنطقة، بينما يواصل الرئيس الأميركى دونالد ترامب خطابه التصعيدى، مؤكدًا أن الضربات الأمريكية دمّرت بالكامل منشآت تخصيب اليورانيوم، رغم أن التقييمات العسكرية الأولية لا تزال غير مكتملة.
وذهب ترامب إلى أبعد من ذلك، ملوّحًا بإمكانية تغيير النظام الإيرانى، فى رسالة مباشرة لقادة طهران بأن واشنطن لن تتراجع عن مطالبها، فى وقت نفى فيه نائبه جيه دى فانس أن تكون الولايات المتحدة قد دخلت حربًا مع إيران، مشددًا على أن العمليات العسكرية كانت «دقيقة ومحددة» واستهدفت برنامجها النووى فقط، لا الحكومة أو الجيش.
وفى خطوة تخطّت تصريحات كبار المسؤولين فى إدارته، ألمح ترامب إلى أن تغيير النظام فى طهران بات احتمالًا قائمًا إذا عجز قادة الجمهورية الإسلامية عن «جعل إيران عظيمة مجددًا». لكن وزير الدفاع بيت هيغسيث نفى أن تكون العملية مستهدفة تغيير النظام، مؤكدًا أنها «ضربة دقيقة» موجهة نحو البرنامج النووى، فى حين شدد نائب الرئيس جيه دى فانس على أن الولايات المتحدة «ليست فى حالة حرب مع إيران، بل مع برنامجها النووي». أما وزير الخارجية ماركو روبيو، فأوضح أن واشنطن «لا تسعى لحرب مع طهران».
وردًّا على التصريحات الأمريكية، قال الرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان إن الضربات الأخيرة كشفت الدعم الأمريكى المباشر للحملة الإسرائيلية ضد إيران، وتعهد برد قاسٍ.
فى واشنطن، لا تزال المؤسسة العسكرية بصدد تقييم نتائج العملية. وأكد الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أن مصير القدرات النووية الإيرانية لا يزال غير واضح، وامتنع عن تكرار لهجة ترامب الحاسمة. من جانبه، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسى، إن الوكالة «ليست فى وضع يسمح لها حاليًا بتحديد مدى الضرر فى منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض»، مشددًا على أن غياب بيانات دقيقة يُصعّب تقييم حجم الاختراق.
الضربات الأمريكية أثارت صدمة إقليمية ودولية، إذ هرعت شركات الطيران والدول لإجلاء مواطنيها من مناطق التوتر فى الشرق الأوسط. ودفعت التداعيات الأمنية المتسارعة بوزارة الأمن الداخلى الأمريكية إلى إصدار تحذير من تصاعد خطر الهجمات الإلكترونية وجرائم الكراهية، خصوصًا ذات الطابع المعادى للسامية، رغم تأكيدها عدم وجود «تهديدات محددة وموثوقة» داخل الأراضى الأمريكية حتى الآن.
وحذّر وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو من هذا سيناريو اغلاق مضيق هرمز، داعيًا الصين إلى التدخل لدى إيران، مشيرًا إلى اعتماد بكين الكبير على المضيق لنقل وارداتها النفطية.
وداخليا ما زال ترامب يواجه عاصفة غضب وخاصة من الديمقراطيين وسط اتهامات بعدم قانونية الضربات الامريكية، كما خرجت مظاهرات ضد الحرب مع إيران خوفا من جر الولايات المتحدة إلى صراع سعيد إلى الذاكرة سيناريو العراق
تواصلت عمليات الإجلاء على نطاق واسع. وأعلنت فرنسا أنها سترسل طائرة عسكرية إلى إسرائيل لنقل مواطنيها إلى قبرص، مشيرة إلى أن 250 ألف فرنسى يقيمون فى إسرائيل. وتلقت وزارة الخارجية الفرنسية أكثر من 4500 مكالمة من مواطنين خلال الأيام الأخيرة تطالب بالمغادرة.
الفلبين أعلنت كذلك أنها ستعيد أول دفعة من مواطنيها، ومعظمهم من العاملين فى قطاع الرعاية بإسرائيل. وذكرت وسائل إعلام محلية أن 223 فلبينيًا فى إسرائيل و8 فى إيران طلبوا إجلاءهم بعد الهجمات.
وفى أستراليا، بلغ عدد من سجلوا اسماءهم للمغادرة 3800 مواطن، من بينهم 2600 فى إيران و1200 فى إسرائيل. وأكدت الحكومة إرسال طائرتين دفاعيتين للمساعدة فى عمليات الإجلاء.
كما ألغت شركات طيران أوروبية رحلاتها إلى المنطقة، إذ أوقفت الخطوط الجوية الفرنسية KLM رحلاتها من وإلى دبى والرياض يومى الأحد والاثنين، بينما ألغت الخطوط البريطانية رحلاتها إلى دبى والدوحة يوم الأحد. وأشارت إلى أنها لا تزال «تُراجع الموقف» بشأن الرحلات التالية.
وبات ممر الشرق الأوسط الجوى أكثر أهمية بعد الحرب الروسية الأوكرانية، ما يزيد من تعقيد الأمور أمام خطوط الملاحة الجوية بين أوروبا وآسيا.
ومع تصاعد التوتر، تزداد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مزيد من التصعيد، فى ظل غموض النتائج العسكرية والسياسية للضربات الأمريكية، والرد المتوقع من طهران، والتأثيرات المتلاحقة على الاقتصاد العالمى، وأمن الطاقة، والاستقرار الإقليمى والدولى.