صدام فوق الخليج.. مقارنة نارية بين جبروت واشنطن وصواريخ طهران

في تطور دراماتيكي يُنذر بتغيرات جذرية في معادلة القوة الإقليمية والدولية، شنت إيران ضربات عسكرية مباشرة استهدفت قاعدة أمريكية في قطر، تلاها إعلان رسمي بإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية لنقل النفط في العالم.
ومع تصاعد احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية شاملة، تبرز تساؤلات جوهرية: ما مدى جاهزية وإمكانات الجيشين الأمريكي والإيراني لخوض هذه المواجهة؟ ومن يمتلك التفوق الاستراتيجي والتكتيكي؟.
أولاً: القدرات العسكرية الأمريكية
تُعد الولايات المتحدة القوة العسكرية الأولى في العالم، ووفقاً لأحدث تصنيفات "Global Firepower 2025"، فإن الجيش الأمريكي يتمتع بما يلي:
عدد الجنود: أكثر من 1.3 مليون جندي نشط، بالإضافة إلى حوالي 800 ألف في قوات الاحتياط.
الميزانية العسكرية: تتجاوز 877 مليار دولار سنويًا.
الأسطول البحري: يشمل 11 حاملة طائرات نووية، وأكثر من 490 سفينة حربية.
القوة الجوية: أكبر سلاح جوي في العالم بـ13,300 طائرة، بينها 620 طائرة شبح F-35 وF-22.
القدرات النووية: ترسانة نووية ضخمة مع إمكانية الإطلاق من البر والبحر والجو.
نقاط القوة:
التفوق التكنولوجي الهائل.
الانتشار العسكري العالمي.
الدعم اللوجستي الفوري لأي جبهة.
نقاط الضعف المحتملة:
بعد المسافة الجغرافية عن إيران.
اعتماد كبير على القواعد في دول الخليج، ما يجعلها أهدافاً محتملة.
ثانيًا: القدرات العسكرية الإيرانية
رغم الفارق الهائل في الموارد، طورت إيران منظومة دفاعية هجومية قوية تعتمد على الاستنزاف، الحرب غير المتماثلة، والردع الإقليمي:
عدد الجنود: حوالي 610 آلاف جندي نشط، وأكثر من 350 ألف في الاحتياط.
الميزانية العسكرية: تقدر بـ 25 مليار دولار سنويًا.
القوة البحرية: تملك إيران أسطولاً بحرياً غير تقليدي يضم غواصات صغيرة وزوارق سريعة.
الصواريخ الباليستية: برنامج صاروخي متقدم بمدى يصل إلى 2000 كم.
الحرب السيبرانية والطائرات المسيرة: تقدم كبير في تكنولوجيا الدرونز، وقدرة على شن هجمات إلكترونية.
نقاط القوة:
القرب الجغرافي من مسرح العمليات.
شبكة قوية من الوكلاء الإقليميين (حزب الله، الحشد الشعبي، الحوثيين).
تكتيكات غير تقليدية تربك الخصم.
نقاط الضعف:
ضعف في القوة الجوية والتفوق التقني.
هشاشة البنية التحتية الاقتصادية أمام العقوبات.
ثالثًا: إغلاق مضيق هرمز وتأثيره
يُعد مضيق هرمز شريانًا حيويًا يمر عبره حوالي 20% من تجارة النفط العالمية. إغلاقه يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الطاقة العالمي وسيدفع بأسعار النفط إلى مستويات قياسية.
تأثير الإغلاق:
ارتفاع سعر برميل النفط إلى أكثر من 140 دولارًا خلال ساعات.
تهديد لإمدادات الطاقة إلى أوروبا وآسيا.
تصاعد الضغوط على الاقتصاد العالمي وارتفاع التضخم.
التصعيد الأخير يعيد إلى الأذهان سيناريوهات حرب الخليج، لكن المعطيات مختلفة:
إيران تعتمد على استنزاف العدو بدلًا من المواجهة المباشرة.
واشنطن قد تفضل عمليات محدودة تجنبًا لخسائر كبيرة في الأرواح والمصالح.
وأكد الخبير الدكتور محمد يسري الخبير الأمني ان “أي حرب مباشرة بين أمريكا وإيران ستكون مدمرة للطرفين، لكن الخطر الحقيقي يكمن في تمدد الصراع ليشمل المنطقة بأكملها عبر وكلاء طهران، ما يُنذر بفوضى إقليمية يصعب السيطرة عليها”.
رغم التفوق الكاسح للجيش الأمريكي من حيث العتاد والتكنولوجيا، إلا أن إيران تُراهن على أسلوب حرب غير تقليدية، يدفع بالمنطقة إلى حافة الاشتعال. تبقى الساعات القادمة حاسمة، فيما يترقب العالم قرارات واشنطن وطهران وسط مخاوف من انزلاق نحو حرب لا تُحمد عقباها.