النووى.. يهدد الجميع
السرطان وتشوهات الأجنّة أبرز أمراض الإشعاع

مصر بعيدة عن تأثيرات مفاعلات إيران.. و«ديمونة» الأخطر
وصلت وتيرة الصراع بين إيران وإسرائيل إلى محطة خطيرة، بعدما أعلنت الولايات المتحدة عن تنفيذ هجوم ناجح استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية فى فوردو، نطنز، وأصفهان.
ومع اشتداد التوتر بين إسرائيل وإيران، تتزايد المخاوف من أن تؤدى أى ضربة تستهدف منشآت نووية إلى تسرّب إشعاعى واسع النطاق، خاصة مع تلويح إيران بتلك الورقة منذ تصاعد التوتر ومن هنا ستكون مصر ودول الخليج من أبرز المناطق المتأثرة بفعل موقعها الجغرافى واتجاهات الرياح فى المنطقة.
وترجع أسباب تضرر مصر إلى عدة عوامل، منها الرياح الموسمية القادمة من الشرق أو الشمال الشرقى التى قد تنقل سحبًا مشعة إلى الأراضى المصرية خلال أيام من التسرب.
تتركز الكثافة السكانية فى مصر فى الدلتا ووادى النيل، وقد ينتج عن الإشعاع النووى تلوث فى الهواء والمياه الزراعية، ما يؤدى إلى مخاطر صحية وبيئية هائلة.
من ناحية أخرى، يقع الخليج العربى فى دائرة الخطر لكونه قريباً جغرافيًا من منشآت نووية إيرانية مثل مفاعل بوشهر المطل على الساحل الجنوبى لإيران.
وفى حال استهداف هذه المنشآت أو وقوع تسرب إشعاعى، فإن الكويت، والسعودية، والبحرين، وقطر، والإمارات ستكون فى دائرة التأثر المباشر.
وهناك كارثة تهدد المسطحات المائية، فأى تسرّب فى مياه الخليج قد يؤدى إلى كارثة بيئية.
٥ مخاطر للإشعاع النووي
يعد الإشعاع الناتج عن التسرب النووى عابراً للحدود الجغرافية، فمجرد حدوث خلل أو استهداف لمنشأة نووية - سواء فى إيران أو إسرائيل - يمكن أن يؤدى إلى تسرّب مواد مشعة فى الهواء، تنتقل عبر الرياح لتصل إلى دول مجاورة. وتمتد آثار تلك الإشعاعات لآلاف الكيلومترات، مهددة البيئة والصحة العامة على نطاق واسع.
ويأتى أول مخاطر الإشعاع فى التأثيرات الفورية، وتشمل الغثيان، القيء، الإسهال الحاد، الحمى، الحروق الجلدية، والنزيف الداخلى، وهى أعراض تظهر عند التعرض الشديد لما يسمى بـ«متلازمة الإشعاع الحاد».
وتعد السرطانات من المخاطر الوخيمة للإشعاع، ويعتبر التعرض المزمن أو الكثيف للإشعاع من أبرز مسببات الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، خاصة سرطان الدم (اللوكيميا) والغدة الدرقية والثدى والرئة.
كما يؤثر الإشعاع على خلايا الجسم بشكل مباشر، ما يؤدى إلى تلف الأنسجة وفشل الأعضاء الحيوية مثل الكلى، والكبد، والجهاز العصبى.
وقد يؤدى التعرض الإشعاعى لدى الحوامل إلى تشوهات خلقية لدى الأجنة، أو التسبب فى الإجهاض ومشاكل النمو العصبى لدى الأطفال.
ويقلل التعرض لإشعاع قوى من إنتاج خلايا الدم البيضاء، يجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى والأمراض.
شاهد تاريخى على مخاطر الإشعاع
ولعل تجارب عالمية سابقة مثل كارثة تشيرنوبيل فى أوكرانيا (1986) وفوكوشيما فى اليابان (2011)، كانت أبرز الحوادث التاريخية الشاهدة على كوارث الإشعاع، فالتسرب الإشعاعى يمكن أن يؤدى إلى أزمة صحية ممتدة لعقود، ويخلّف تبعات بيئية واقتصادية مدمرة.
لا دلائل على استهداف المفاعلات الإيرانية
قال الدكتور عباس شراقى، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إنه حتى الآن لا توجد معلومات مؤكدة بشأن تأثر المفاعلات النووية الإيرانية جراء الضربة الأمريكية الأخيرة، مشيرًا إلى أن إيران تنفى تعرض أى من منشآتها النووية للقصف.
وأوضح شراقى، فى تصريح خاص لـ«الوفد»، أنه تم رصد إشعاعات ضعيفة عبر أجهزة القياس، إلا أنها كانت مسجّلة قبل تنفيذ الضربة الأمريكية، ما يعنى أنها غير مرتبطة مباشرة بالهجوم الأخير.
وانتقد «شراقي» استمرار الولايات المتحدة فى تنفيذ ضربات عسكرية داخل الأراضى الإيرانية، واصفًا ذلك بأنه «تصرف يخالف الأعراف الدولية»، مشيرًا إلى أن مجلس الأمن الدولى «غائب تمامًا عن المشهد، دون أى دور فعّال لاحتواء التصعيد».
وأكد أستاذ الموارد المائية، أن أكبر خطر يهدد منطقة الشرق الأوسط يتمثل فى احتمالية استهداف مفاعل ديمونة الإسرائيلى، خاصة أنه يقع على مقربة من الحدود المصرية، وهو ما يزيد من المخاوف بشأن تلوث إشعاعى محتمل قد يمتد تأثيره إلى دول الجوار.
وأبدى «شراقي» تخوفه من تطورات المشهد، خاصة مع وجود تقارير غير مؤكدة عن تنسيق نووى محتمل بين إيران وباكستان، ما يزيد من تعقيد الأوضاع، متوقعًا أن «تفقد إيران صوابها خلال الساعات القادمة، وأن تبدأ فى استهداف قواعد وأهداف أمريكية فى مناطق مختلفة من الشرق الأوسط».