الإبادة تغتال.. «ثانوية غزة»

فى غزة وحدها يمضى الزمن إلى الخلف، بينما العالم يتقدم أكثر بترسانته العسكرية دعما للإجرام الصهيونى قاتل الأرواح.. أحلام مؤجلة وواقع مأزوم لأجساد هزيلة نهشها الجوع وتفترسها الإبادة.. مستقبل جامعى متوقف، وآخر حياتى معلق على امتحان لا يعرف متى سيعقد، ولا إن كان سيعقد. فى الوقت الذى تكافح فيه عدة مبادرات فلسطينية الإبادة الصهيونية الممنهجة للتعليم بتحويل مخيمات النزوح إلى مدارس لتعليم الأطفال، فى ظل انهيار النظام التعليمي
صرخ العدو الصهيونى مستغيثا بالعالم ذى العدالة العرجاء ذارفاً دموع التماسيح من قصف إيرانى على إحدى المدارس بالداخل الفلسطينى المحتل وهو الذى دمر مدارس القطاع وأحرق فيها النازحين وحولهم لمشردين يهيمون على الطرقات.
تلال من خيام النزوح المر تكدس بها الفلسطينيون وسط ظروف معيشية قاسية يعيشها أهالى القطاع خاصة الطلاب بعدما شردوا قسرا من منازلهم يخيم على ملامح الجميع خاصة الطلبة. الحزن والخيبة، لحرمانهم من حقهم الطبيعى فى التعليم خرجوا مكرهين حاملين بعض ما تبقى من كتبهم التى من تحت الركام ومن الحرق أيضا - لقلة الوقود- لطهى بعض الطعام العزيز فى ظل سياسة التجويع الممنهجة من قبل العدو الصهيونى ومنعه من دخول المساعدات.
غاب عشرات الآلاف من الطلبة الفلسطينيين فى القطاع عن اختبارات الثانوية العامة «التوجيهي» كما يطلق عليها هناك للعام الثانى على التوالي، بفعل حرب الإبادة المتواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023 وعمليات التدمير الممنهجة للمدارس والنزوح.
وانطلقت الاختبارات فى الضفة والقدس المحتلتين فى وقت سابق والتى تعتبر بالنسبة للطلاب الفلسطينيين المؤهلة لمرحلة الدراسة الجامعية، غير أن الطلبة الفلسطينيين فى القطاع لم يتمكنوا من تقديم الاختبارات.
وسبق أن حُرم عشرات الآلاف من الطلبة الفلسطينيين فى غزة العام الماضى من تقديم الامتحانات وعدم تمكن وزارة التربية والتعليم من توفير الإمكانات اللازمة لتقديم الاختبارات فى ضوء استمرار الإبادة.
وبحسب بيانات وزارة التربية والتعليم الفلسطينية فى رام الله، فإن نحو ألفى طالب من طلبة القطاع سيقدمون اختبارات الثانوية العامة لهذا العام وهم من الذين تمكنوا من مغادرة القطاع موزعين على 37 دولة.
وتشير معطيات وزارة التربية والتعليم إلى أن نحو 78 ألف طالب وطالبة من القطاع حرموا من تقديم اختبارات الثانوية العامة على مدار العامين الأخيرين، منهم أكثر من 39 ألف طالب وطالبة العام الماضى.