بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ريال مدريد × مانشستر سيتي..

صراع العمالقة على عرش العالم

بوابة الوفد الإلكترونية

 تتجه الأنظار صوب قطبي الكرة الأوروبية، ريال مدريد الإسباني، صاحب الهيمنة القارية والعالمية، ومانشستر سيتي الإنجليزي في النسخة الأكبر في تاريخ كأس العالم للأندية 2025، وتُعد القوة الحديثة التي باتت تضاهي الكبار بطموحات لا تعرف حدودًا، ومع توسعة البطولة لتضم 32 فريقًا من مختلف القارات، يبرز التساؤل الكبير هل ينجح ريال مدريد في مواصلة فرض سطوته العالمية، أم أن مانشستر سيتي بات جاهزًا لانتزاع الزعامة خارج حدود القارة العجوز؟

 

يدخل ريال مدريد البطولة بصفته الفريق الأكثر تتويجًا على المستويين الأوروبي والعالمي، حاملًا في جعبته خمسة ألقاب لكأس العالم للأندية، وسجلًا ذهبيًا في المواجهات الكبرى، واسمًا يرتبط تلقائيًا بالنهائيات والتتويجات، رغم تغير الوجوه داخل التشكيلة، ما زال الفريق يحتفظ بجوهره البطولي وثقافة الانتصار، بقيادة كارلو أنشيلوتي، المدرب الذي يعرف جيدًا كيف تُحسم البطولات، ويُدير المواجهات الكبرى بثبات أعصاب وخبرة نادرة. 

 

ويمتلك ريال مدريد توليفة من الأسماء الثقيلة على رأسها فينيسيوس جونيور، وجود بيلينجهام، إلى جانب الحارس العملاق تيبوا كورتوا، وهي عناصر تمنح "الملكي" توازنًا بين المهارة والتجربة والصلابة الذهنية.

 

على الجانب الآخر، يدخل مانشستر سيتي النسخة الجديدة برغبة في تثبيت موقعه كقوة عالمية متكاملة، بعد أن نجح في انتزاع دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه بموسم 2022–2023، ويقود بيب جوارديولا منظومة متجانسة ومنضبطة، تتميز بالاستحواذ والسيطرة وابتكار الحلول من العمق والأطراف، ويضم في صفوفه أسماء مرعبة هجوميًا مثل هالاند، دي بروين، وفيل فودين، ومع اكتمال النضج الفني للفريق، وثراء دكة البدلاء، يبدو السيتي مرشحًا قويًا لتجاوز مراحل البطولة بثبات، حتى أمام خصوم من العيار الثقيل.

 

  لن يكون المشوار نحو اللقب سهلًا، وسيخضع الجميع لاختبارات بدنية وفنية وذهنية متعددة قبل الوصول إلى النهائي، في هذا السياق، يتسلح ريال مدريد بخبرته المتراكمة، بينما يُعوّل مانشستر سيتي على اتساع قاعدته الفنية، وقدرته على التدوير، ومهارة لاعبيه في التعامل مع أنماط مختلفة من الخصوم.

 

ووسط هذه الحسابات، تلوح في الأفق إمكانية مواجهة أوروبية خالصة بين الغريمين في المباراة النهائية، مواجهة تحمل كل معاني الإثارة، وتُحوّل البطولة إلى “دوري أبطال العالم”، ورغم أن كل التوقعات تضع ريال مدريد والسيتي في صدارة المرشحين، إلا أن بطولة بهذا الحجم لا تُحسم على الورق، بل تُكتب تفاصيلها على العشب الأخضر، حيث لا مجال للتهاون ولا وزن للأسماء المجردة.

 

وينتظر التاريخ من يسطر الصفحة التالية من مجد كأس العالم للأندية. فهل يواصل ريال مدريد عزف أنشودة البطولة كعادته؟ أم أن مانشستر سيتي سيعلن عن حقبة جديدة من الهيمنة العالمية؟ الصيف المقبل سيحمل الإجابة، في بطولة لا تُتوج فيها سوى الفرق التي تقاتل حتى النهاية، وتعرف كيف تفرض اسمها في أصعب لحظات المجد.