بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

فى الصميم

الاصطفاف الوطنى وتوحيد الكلمة

توحيد الكلمة، الاتفاق على الرأى الواحد، الاصطفاف الوطنى بكافة أطيافه، والمساندة والدعم المطلق للقيادة السياسية والدولة المصرية؛ هذا ما يجب أن يكون شعار المرحلة المقبلة، خاصة فى ظل التحديات الكبيرة التى تحيط بالعالم اليوم، والصراعات والحروب المستعرة فى منطقة الشرق الأوسط، والتى لا يقتصر تأثيرها عليها فقط، بل قد تمتد لتشمل العالم بأسره.
إن المرحلة المقبلة تتطلب تضافر الجهود والإخلاص من جميع أبناء الوطن، كلٌ فى موقعه ومجاله، بحيث تكون المصلحة العليا للبلاد فوق أى اعتبار أو منفعة شخصية.
الوقت الراهن يتسم بدقة بالغة، ويحتاج إلى العمل الجاد والتكاتف من أجل عبور تحدياته والوصول إلى بر الأمان.
الظروف الاقتصادية العالمية، التى فرضتها تداعيات الحروب وارتفاع أسعار النفط والمواد الغذائية، وما يصاحبها من آثار على أسعار الكهرباء والغاز والسلع الاستراتيجية، تجعلنا أمام مسؤولية كبيرة لتحمل هذا الواقع الاستثنائى.
ولذا، ينبغى أن نتصدى لهذه التحديات كأبناء وطن واحد، نضع مصلحة الوطن فوق كل شىء، وندرك أن دورنا كأفراد ومجتمع هو تقديم كل ما يمكن لحماية البلاد والحفاظ على استقرارها.
لا شك أن الشعب المصرى عانى من أعباء ثقيلة فى السنوات الماضية، وسيواصل مواجهة المزيد من التحديات التى تفرضها الظروف المحيطة.
ما يتحمله الشعب اليوم ليس قسرًا أو قبولًا بالأمر الواقع فحسب، بل هو إدراك للمسؤولية الوطنية ووحدة المصير أمام هذه المرحلة العصيبة التى تمر بها البلاد.
الوطنية ليست مجرد شعارات ترفع أو كلمات تتردد فى المناسبات، بل هى مواقف حقيقية تعكس معدن أبناء مصر الأصيل.
هنا يأتى دور المثقفين والمفكرين والكتاب، دور المعارضة كما المؤيدين، الأعلام والصحافة الصادقة، النقابات والاتحادات بمختلف أشكالها، الأحزاب والجمعيات والمنظمات المجتمعية، المؤسسات التعليمية من جامعات ومدارس، ودور العبادة وليس فقط الكنائس والمساجد.
كل فئة من المصريين لها دور فى هذا المشهد الوطنى الكبير. فقد حان الوقت لنترك الجدال العقيم ونبتعد عن الأصوات التخريبية التى تسعى لبث الفتنة وتفتقر إلى الوعى والمسؤولية.
نحن الآن فى مواجهة قضية أمن قومى تتطلب وقفة شاملة من كل فرد ومؤسسة.
الحديث عن الوطن الآن ليس شعارًا ينتظر التكرار فقط، ولكنه المعركة الحقيقية للحفاظ على كيان الدولة وأمنها وسلامتها.
الوطن يحتاج إلى الجميع؛ إلى سواعد أبنائه المخلصين، إلى جيشه الوطنى الذى يظل عونًا وسندًا للشعب، إلى شرطته الباسلة الصامدة فى وجه التحديات، وإلى قيادات وطنية واعية تدرك حجم المخاطر وتعمل على مواجهتها بإخلاص وتفانٍ.
المطلوب الآن هو العمل وليس الأقوال، الوحدة وليس التشتيت، الالتفاف حول مصلحة الوطن وليس الانشغال بالخلافات.. مصر تحتاج منا جميعًا أن نكون فى الصفوف الأولى للدفاع عنها والعمل على تقدمها واستقرارها.
[email protected]