بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خلال كلمته في الدورة (51) لمجلس خارجية منظمة التعاون الإسلامي

أبو الغيط: إسرائيل لا تزال تتصور أن العنف يجلب الأمن والسلام يُفرض بالقوة الغاشمة

بوابة الوفد الإلكترونية

 قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن المنطقة تمر بمرحلة بالغة الحرج، فالتطورات الأخيرة، خصوصًا الاعتداء الإسرائيلي على إيران وما نتج عنه من دوامة تصعيد خطيرة، تشير إلى خطورة بقاء الصراعات الطويلة من دون حل أو تسوية منصفة ومستدامة.


 وأضاف أبو الغيط في كلمته بأعمال الدورة (51) لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول، اليوم السبت إن إسرائيل لا تزال تتصور أن العنف وحده يجلب الأمن، وأن السلام يمكن أن يُفرض بالقوة الغاشمة، وهذا وهم كنا نفترض أن التاريخ بدده، فها نحن، بعد عقود طويلة من ممارسة الاحتلال للعنف والقمع والقهر ضد الشعب الفلسطيني وغيره، نعود للمربع الأول.. فلا الأمن المنشود تحقق ولا السلام صار أقرب منالاً.


 وأدان الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل على إيران في وقت كان فيه الجميع يبحثون عن حل دبلوماسي يمكن الوصول إليه بقدر من الصبر والتفهم والرغبة الصادقة في القبول بالحلول الوسط على أساس منطق التعايش لا شريعة القوة والبطش.


 وأكد أبو الغيط أن استهداف أي منشآت نووية عسكريًا إنما تترتب عليه مخاطر كبرى تطال المدنيين سواء داخل إيران أو في محيطها وهو أمر مرفوض، وقد سبق للجامعة العربية - وعلى أعلى المستويات - التأكيد على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية ووقف التسابق الهادف إلى الحصول على السلاح النووي والتأكيد كذلك على ضرورة انضمام إسرائيل إلى معاهدة منع الانتشار النووي.


 وناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية جميع الأطراف العودة السريعة إلى طاولة المفاوضات، متابعًا: "وقد سبق، عندما صحت النوايا، أن تم التوصل لحلول دبلوماسية تعالج الشواغل المشروعة حيال البرنامج النووي الإيراني منذ سنوات بإرادة سياسية عالمية موحدة.. وفي التقدير أنه لازال ممكنًا اليوم، وتسعى إليه وتدعو له دول من الإقليم ومن خارجه راغبة في السلام ومدركة لمدى خطورة الانزلاق إلى دوامة لا تنتهي من الصراع والانتقام، مع تبعات ستطال الإقليم بأسره، بل وتهدد الأمن والاستقرار العالمي... فتوسع هذه الحرب لن يكون في صالح أي طرف.


 وأشار إلى أن جسامة الأحداث وخطورتها لن تحرف أنظارنا أبدًا عن القضية الأم، قضية الشعب الفلسطيني الذي لازال حتى هذه اللحظة يواجه الإجرام اليومي للاحتلال، مضيفًا: "في يوم واحد الأسبوع الماضي، قتل 140 فلسطينيًا أمام مراكز توزيع الطعام التي تحولت فخاخًا قاتلة لتزيد مأساة التجويع المتعمد الذي يستخدم سلاحًا بالمخالفة لكل قوانين الحرب، أو حتى الأعراف الإنسانية والمواثيق الأخلاقية.


 وتابع كلمته قائلًا: "يحدث كل هذا ومازال هناك للأسف من يستخدم الفيتو لحماية الاحتلال وإفساح المجال أمامه لارتكاب المزيد من الجرائم.. إنها وصمة في جبين الإنسانية ستتوقف أمامها الأجيال المقابلة طويلاً في حزن وخزي ودهشة لهذا الصمت المدوي على جرائم تُرتكب في وضح النهار بدم بارد.


 وقال أبو الغيط: "سأظل أكرر هذه الحقيقة الساطعة التي يتهرب منها، ويغطي عليها، أنصار إسرائيل وداعموها: الاحتلال هو أصل التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.. وثمن استمرار الاحتلال هو تلك الفظائع والبشاعات، ومازال مجرمو الحرب مستعدين لجر المنطقة والعالم لمزيد من العنف والدم والكراهية.... لكي ينفذوا مخططات التطهير العرقي وتصفية القضية الفلسطينية كما يتوهمون.