عقول تكتب التاريخ..
المدربون يصنعون الفارق في صراع الكبار بكأس العالم للأندية

تُكتب الفصول الأولى لحكايات الانتصار أو الخروج المبكر، ففي البطولات الكبرى، لا يقتصر دور المدرب على التوجيه والصراخ من الخارج، بل يتحول إلى عقل مدبر يقود المشروع بأكمله، واضعًا بصمته في كل تمريرة، وفي كل قرار يُتخذ داخل المستطيل الأخضر.
حيث أن بطولة كأس العالم للأندية 2025 ستكون واحدة من أكثر النسخ تنوعًا على مستوى القيادة الفنية، حيث تشهد مشاركة مدربين من مدارس كروية مختلفة، تتراوح بين الأسماء ذات الباع الطويل، والتجارب الشابة الطامحة إلى إثبات الذات في أول اختبار عالمي.
لا يمكن أن يغفل اسم الإسباني بيب جوارديولا في الحديث عن المدربين في هذه البطولة ، فهو الاسم الأكثر ثباتًا وتأثيرًا في عالم التدريب الحديث، بفضل أسلوبه الذي يجمع بين التحكم، والابتكار، والجرأة. لكن جوارديولا لن يكون وحده في ساحة الكبار، إذ يدخل الألماني إنزو مارسكا، مدرب تشيلسي الجديد، البطولة وهو محمّل بطموحات جماهير فريقه العائد بقوة للمشهد الأوروبي، في محاولة لإثبات جدارته على أعلى مستوى.
من أمريكا الجنوبية، يبرز اسم فيليبي لويز، المدافع الدولي البرازيلي السابق، والذي بات واحدًا من أبرز الأسماء التدريبية الصاعدة مع نادي فلامنغو، بعدما حقق توازنًا مثاليًا بين النتائج والأداء، بينما يقود الأرجنتيني مارسيلو غالاردو – صاحب المجد القاري مع ريفر بليت – مشروع العودة إلى العالمية من بوابة كرة القدم اللاتينية. وفي آسيا، يُمثل فريق أوراوا الياباني نموذجًا للانضباط والتخطيط طويل المدى، بقيادة مدربه ماكجيي سكوزا، الذي يسعى لتحقيق مفاجأة مدوية على حساب عمالقة القارات الأخرى.
كما تحمل البطولة أبعادًا خاصة لمدربين من خلفيات مختلفة، مثل جافيير ماسكيرانو، النجم الأرجنتيني السابق، الذي يخوض تجربة فريدة مع إنتر ميامي، ويضع لمساته الأولى كمدرب على مسرح عالمي. أما في أمريكا الشمالية، فيبرز اسم ستيف تشيروندولو، مدرب لوس أنجلوس إف سي، الذي يُمثل طموح الكرة الأمريكية المتصاعد. ومع دخول مدربين جدد مثل كريستيان تشيفو مع إنتر ميلان، تتسع رقعة المنافسة الفكرية، ويصبح كل قرار من المدرب جزءًا من لعبة شطرنج كبرى.
لن تكون البطولة مجرد ساحة للتنافس بين اللاعبين، بل ستمثل صراعًا تكتيكيًا محتدمًا بين العقول على الدكة، حيث يتداخل الطموح مع الخبرة، ويتصارع المشروع طويل الأمد مع فكرة المفاجأة والضربة الواحدة، وتبدأ الرحلة نحو منصة التتويج.