بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

لأول مرة.. لقاح جديد بجرعة واحدة للوقاية من فيروس نقص المناعة "الإيدز"

لقاح فيروس نقص المناعة
لقاح فيروس نقص المناعة

لقاح لفيروس نقص المناعة البشرية .. في إنجاز علمي واعد، نجح باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة في تطوير لقاح تجريبي ضد فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) يُمكن أن يُحدث تحولًا جذريًا في أساليب الوقاية من الفيروس. 

ووفقًا لما نشرته صحيفة “اندبيدنت” البريطانية اليوم، يتميز هذا اللقاح بفعاليته القوية رغم اعتماده على جرعة واحدة فقط، ما يعزز الآمال بتطوير لقاحات مشابهة لأمراض معدية أخرى دون الحاجة إلى التكرار أو التعقيد في الجرعات.

وكشفت الدراسة، التي نُشرت مؤخرًا في مجلة Science Translational Medicine، أن هذا اللقاح عند دمجه مع مواد مساعدة قوية، قادر على تحفيز استجابة مناعية واسعة، ما أدى إلى توليد مجموعة كبيرة من الأجسام المضادة في أجسام الفئران. واللافت أن اللقاح يُخزن في العقد الليمفاوية لمدة تصل إلى شهر، مما يسمح بوقت أطول للجهاز المناعي لصقل استجابته وتطوير دفاعات أكثر فعالية.

مواد مساعدة تعزز الذاكرة المناعية

ويضيف الباحثون المواد المساعدة للقاحات لتعزيز الاستجابة المناعية، ومن بين هذه المواد، اعتمد العلماء في التجربة على مزيج من "الشبة" (هيدروكسيد الألومنيوم) وجزيئات نانوية مستخلصة من لحاء شجرة الصابون التشيلية، بالإضافة إلى مركب التهابي يعرف باسم MPLA. 

وساعد هذا المزيج بفعالية على إيصال المستضدات إلى داخل العقد الليمفاوية، دون أن يتم تفكيكها أو تحللها، مما عزز من تعرض الخلايا البائية، وهي المسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة، لهذه المستضدات لفترة طويلة.

محاكاة للعدوى الطبيعية… بنتائج مذهلة

يشبه الباحثون آلية عمل هذا اللقاح بما يحدث أثناء العدوى الطبيعية، حيث تبقى الفيروسات في العقد الليمفاوية لأسابيع، ما يمنح الجسم الوقت اللازم لبناء استجابة مناعية متطورة. في التجربة، ساعد اللقاح التجريبي على تحفيز طفرة سريعة في الخلايا البائية، ما أدى إلى إنتاج مجموعة متنوعة من الأجسام المضادة، بعضها قادر على التعرف على سلالات متعددة من فيروس نقص المناعة.

آفاق أوسع من مجرد لقاح واحد

لا تقتصر أهمية هذا النهج على فيروس نقص المناعة البشرية فحسب، إذ يرى العلماء أن نفس التقنية يمكن توظيفها لتطوير لقاحات أكثر فاعلية ضد أمراض أخرى مثل الإنفلونزا و"كوفيد-19"، وحتى الأوبئة المستقبلية. 

وقال البروفيسور كريستوفر لوف، أحد مؤلفي الدراسة، إن إمكانية الحصول على لقاح فعال بجرعة واحدة فقط تعني تبسيطًا كبيرًا لعمليات التحصين، ورفعًا لمستوى الاستجابة السريعة في مواجهة التهديدات الوبائية.

ويمهد نجاح هذه التجربة الطريق لتطوير لقاحات مبتكرة، لا تحتاج إلا إلى جرعة واحدة لتحفيز استجابة مناعية قوية ومستدامة.