فى رحاب آية
(يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) {آل عمران: 171} فى هذه الآية الكريمة، يصوّر الله تعالى حال المؤمنين الذين بذلوا أرواحهم فى سبيله، بأنهم فى دار الكرامة «يستبشرون» بنعمة من الله وفضل، فرحين بما آتاهم ربهم من الثواب والرضا، ومطمئنين إلى عدل الله ورحمته.
«النعمة» هنا تشمل كل ما يُبهج النفس ويُكرمها، من مغفرة ورحمة ورضوان، و»الفضل» فوق ذلك، فهو منحة إلهية لا تُقابل بعمل، بل هى من تمام كرم الله.
ويختم الله الآية بتوكيد قاطع: (وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)، أى أن كل تضحية، وكل نية صادقة، وكل عمل فى سبيل الله، محفوظ ومكتوب، لا يضيع منه شيء، سواء رآه الناس أم لم يروه، وسواء أثمر سريعًا أم تأخر جزاؤه.
أثر الآية فى حياتنا اليومية
تأتى هذه الآية لتُثبّت قلب كل مؤمن يسير فى طريق الخير، ويشعر أحيانًا بالتعب أو التردد أو قلة التقدير، هى وعد إلهى أن أجره لن يضيع، حتى لو خذله الناس أو لم يرَ نتائج عمله مباشرة.
فى كل موقف يُطلب منك الصبر، أو بذل الجهد، أو اتخاذ موقف أخلاقى صعب، تذكّر أن الله لا يُضيع أجر المؤمنين.