إسرائيل تشعل المنطقة بالبلطجة ودعم أمريكا
تواجه الدولة المصرية تحديات كبيرة فى ظل الظروف الإقليمية والتوترات الجيوسياسية فى المنطقة، ومع تصاعد الأحداث وتوسع رقعة الصراع فى الأيام الأخيرة بسبب الهجمات المتبادلة بين كيان الاحتلال الإسرائيلى وإيران، فإن التحديات السياسية والاقتصادية التى تواجه الدولة المصرية تتضاعف خاصة فى ظل الحدود الملتهبة، إلا أن مصر قادرة على مواجهة هذه التحديات والعبور إلى بر الأمان من خلال تماسك جبهتها الداخلية ووحدة الصف والاصطفاف الوطنى خلف القيادة السياسية ومؤسسات الدولة ودعم أى إجراءات وتدابير تتخذها الدولة لحماية الأمن القومى المصرى.
الشاهد فى كل الأحداث التى تشهدها المنطقة أن إسرائيل تواصل البلطجة وغطرسة القوة بدعم قوى من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الكبرى التى لا تتوانى عن دعم الابن المدلل إسرائيل بكل السبل والصور الممكنة وبكل بجاحة وفجاجة لحماية مصالحهم فى الشرق الأوسط، غير عابئين بما تتعرض له غزة من جرائم حرب وإبادة جماعية وانتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلى للقانون الدولى الإنسانى، فضلا عن انتهاك دولة الاحتلال لسيادة الدول العربية وتعديها على سوريا ولبنان، وأخيرًا الهجمات العسكرية التى شنها جيش الاحتلال الإسرائيلى على إيران فجر يوم الجمعة الماضى 13 يونيو 2025، مما أدى إلى تصاعد حدة الصراع فى المنطقة بعدما ردت إيران بهجمات على الكيان الإسرائيلى، فى تطور لافت وسريع للأحداث فى المنطقة.
إن الهجمات العسكرية الإسرائيلية على إيران تمثل تصعيدا إقليمياً سافرا بالغ الخطورة، وانتهاكا صارخا للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشراً للأمن والسلم الإقليمى والدولى، والمجتمع الدولى بدلا من أن ينتفض ويدين العدوان الإسرائيلى على إيران وعلى الدول العربية ويوقف هذه الانتهاكات الصارخة والفاضحة، فإنه يكتفى بموقف المتفرج، وهناك قوى دولية تدعم وتساند جيش الاحتلال الإسرائيلى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وتمدها بمعدات وعتاد الحرب والتخريب والفوضى فى المنطقة.
إن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، حذرت مراراً وتكرارا من هذا السيناريو ومن اتساع رقعة الصراع فى المنطقة بسبب بلطجة جيش الاحتلال الإسرائيلى، والمجتمع الدولى لم يستمع إلى الرؤية الثاقبة للدولة المصرية والتحذيرات المتكررة من تفاقم واتساع رقعة الصراع فى المنطقة، فمصر أكدت أن الصراعات والحروب العسكرية لن تؤدى إلى سلام وأمن واستقرار فى المنطقة، وأن الحلول تكمن فى تحقيق العدالة واحترام سيادة الدول وتسوية عادلة للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة وخروج إسرائيل من جميع الأراضى العربية والتوقف عن انتهاك سيادتها، فالحروب والحلول العسكرية ستضر الجميع وتقود المنطقة إلى نفق مظلم.
إن استمرار انتهاكات وتجاوزات إسرائيل ستؤدى إلى مزيد من إشعال فتيل الأزمة ويقود الى صراع أوسع فى الإقليم وينتج عنه تداعيات غير مسبوقة على أمن واستقرار المنطقة، ويعرض مقدرات شعوب المنطقة لخطر بالغ ويهدد بانزلاق المنطقة بأكملها إلى حالة من الفوضى العارمة.. على المجتمع الدولى أن يتدخل ويتوقف عن دوره السلبى وأن يدرك أنه لا توجد حلول عسكرية للأزمات التى تواجهها المنطقة وإنما عبر الحلول السياسية والسلمية، حيث إن غطرسة القوة لن تحقق الأمن لأى دولة فى المنطقة بما فى ذلك إسرائيل، وإنما يتحقق ذلك فقط من خلال احترام سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها وتحقيق العدالة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية، واحترام القانونى الدولى.
ويجب التأكيد على أهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لخفض حدة التوتر واحتواء التصعيد بالمنطقة، أخذًا فى الاعتبار خطورة الوضع القائم، أما فى مصر فعلينا اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة للحفاظ على الأمن القومى المصرى، والشعب المصرى العظيم يثق فى القيادة السياسية ومؤسسات الدولة المصرية، والجميع يقف خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى ويساند ويدعم الدولة ضد أى أخطار خارجية، وأهمية الاصطفاف الوطنى فى ظل التحديات والتداعيات الناتجة عن هذه الاضطرابات والتوترات وتصاعدها، فهى مرحلة دقيقة وبالغة الخطورة تتطلب الاصطفاف الوطنى وتماسك الجبهة الداخلية والتكاتف، واستمرار وعى المصريين بما يحاك لبلدنا من مخططات ومؤامرات.. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وعاشت بلدنا آمنة ومستقرة وأم الدنيا.