محمد رياض: إقامة فعاليات المهرجان بالمحافظات ترسيخ لمفهوم العدالة الثقافية

يشهد المهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته الـ 18، والمقرر أن تنطلق فعاليات هذه الدورة فى النصف الثانى من شهر يوليو المقبل، العديد من المفاجأت، أبرزها خروج فعاليات المهرجان من إطار المحلية بالقاهرة انتقالًا إلى المحافظات وهى الخطوة التى نادى بها المسرحيين كثيرًا على مدار دورات المهرجان السابقة، وهو ما سيتيح عنه فرصه كبيره لأبناء المحافظات لمتابعة الحركة المسرحية، وإتاحة الفرصة لأبناء المحافظات لاكتشاف أحدث العروض الموجودة بالقاهرة والتى لا يستطيع صناعها عرضها على مسارح المحافظات المختلفة.

وتأتى هذه الخطوة فى إطار رؤية شاملة تسعى إلى كسر مركزية العمل الثقافى وتقديم المسرح كحق أصيل لكل مواطن مصرى، من خلال الوصول إلى أماكن لم تكن تحظى سابقًا بفرص متكافئة فى الاستفادة من الفعاليات الثقافية الكبرى.

ويقام على قدم وساق كل الاستعدادات لوضع الخطط ومتابعة تحقيق الأهداف المرجوة من الدورة الجديدة للمهرجان برئاسة محمد رياض، تطبيقًا شعار الدورة الحالية « المهرجان فى كل مصر».

وقال الفنان محمد رياض، إن الاستعدادات تجرى على قدم وساق، ونحن فى مراحل متقدمة من وضع اللمسات النهائية للبرنامج الفنى والثقافى المصاحب للمهرجان، ونهدف إلى تقديم توليفة متنوعة وغنية من العروض المسرحية المتميزة التى تعكس واقع المسرح المصرى وتطلعاته المستقبلية، مع إتاحة الفرصة للمواهب الشابة للتعبير عن إبداعاتها جنبًا إلى جنب مع خبرات الرواد».

وأكد رئيس المهرجان أن إقامة فعاليات المهرجان فى أكثر من محافظة تأتى لتمثل تحقيقًا فعليًا لهدف استراتيجى للمهرجان يتمثل فى ترسيخ مفهوم العدالة الثقافية والوصول بالمنتج المسرحى إلى كل ربوع الوطن، قائلًا « نحن نؤمن بأن المسرح ليس حكرًا على العاصمة، بل هو رسالة اجتماعية وفكرية  لا بد أن تصل إلى كل فئات المجتمع، ومن هنا جاءت فكرة التوسع الجغرافى التى نبدأ تنفيذها فى هذه الدورة، على أن تستمر وتتسع فى السنوات المقبلة.

وأكد أن الدورة الثامنة عشرة ستشهد العديد من الفعاليات المهمة، من ندوات وورش عمل ولقاءات فكرية، تهدف إلى فتح آفاق الحوار وتبادل الخبرات بين المسرحيين والنقاد والجمهور، بالإضافة إلى تكريم رموز المسرح المصرى الذين أثروا الحياة الفنية بإبداعاتهم الخالدة.

ودعا كل المسرحيين والفنانين والإعلاميين والجمهور المصرى الشغوف بفن المسرح إلى التكاتف والمشاركة الفعالة فى فعاليات الدورة الثامنة عشرة للمهرجان القومى للمسرح المصرى، مؤكدًا أن هذا المهرجان هو بيت كل محبى أبى الفنون ونافذة حقيقية تعكس نبض الحياة الثقافية فى مصر.

ويأتى تولى الفنان محمد رياض رئاسة المهرجان للمرة الثالثة على التوالى، ليؤكد الثقة الكبيرة التى يوليها له صناع المسرح المصرى والقائمون على الشأن الثقافى، تقديرًا لجهوده المخلصة ورؤيته الثاقبة فى تطوير وتقديم المهرجان بالصورة اللائقة بتاريخ وعراقة المسرح المصرى.

وتم اختيار أربع محافظات رئيسية لتمثل أقاليم مصر الجغرافية، هى محافظة أسيوط ممثلة للوجه القبلى، ومحافظة الإسكندرية ممثلة للوجه البحرى، ومدينة طنطا بمحافظة الغربية ممثلة لوسط الدلتا، ومحافظة بورسعيد ممثلة لإقليم القناة، وتنطلق هذه الفعاليات قبل بدء المهرجان رسميًا فى القاهرة، وتتضمن تقديم العروض المسرحية الفائزة فى الدورة السابعة عشرة، إلى جانب إقامة ورش فنية متخصصة، وندوات نقدية، وماستر كلاس مع نخبة من المخرجين والفنانين، فى إطار برنامج فنى توعوى متكامل.

وأعلن المهرجان عن إطلاق سلسلة من الورش الفنية المتخصصة، يقدمها نخبة من أبرز الأساتذة والفنانين فى مجال المسرح، والتى تهدف إلى إثراء الحركة المسرحية، وتنمية مهارات الفنانين الشباب والمهتمين بفنون الأداء، وفتح آفاق جديدة للإبداع والتجريب.

وتتضمن الورش المقدمة: ورشة التمثيل، ويقدمها الدكتور محمد عبدالهادى، الأستاذ فى مجال التمثيل، والذى يمتلك خبرة واسعة فى تدريب الممثلين وإعدادهم لأداء أدوارهم ببراعة واحترافية، وورشة التعبير الحركى، يقدمها الفنان وليد عونى، المتخصص فى تصميم وتنفيذ العروض الحركية والإيمائية، وتتناول الورشة كيفية استخدام الجسد للتعبير عن المشاعر والأفكار، وتطوير لغة الجسد الخاصة بالممثل، واستخدام الحركة فى بناء المشهد المسرحى.

وورشة أخرى فى التمثيل، تقدمها الدكتورة سماح السعيد، المتخصصة فى فنون التمثيل وأساليبه المختلفة، وورشة التذوق الموسيقى، يقدمها الأستاذ الدكتور طارق مهران، الخبير فى مجال الموسيقى المسرحية. 

ورشة الإلقاء، يقدمها الدكتور جهاد أبو العينين، المتخصص فى فنون الإلقاء والأداء الصوتى، وتركز الورشة على تطوير مهارات الإلقاء لدى الممثل، وتحسين مخارج الحروف، ورشة التأليف المسرحى، يقدمها الكاتب أيمن سلامة، صاحب البصمة المميزة فى عالم الكتابة المسرحية، والتليفزيونية، وتتناول الورشة أسس الكتابة المسرحية، وكيفية بناء الحبكة والشخصيات والحوار، وتطوير رؤية الكاتب المسرحى.

ويقدم المهرجان ورشة السينوغرافيا، يقدمها الدكتور عمرو الأشرف، المتخصص فى تصميم المناظر المسرحية والإضاءة والديكور، ورشة الإخراج المسرحى، فيقدمها المخرج الكبير عصام السيد، صاحب الخبرة الطويلة فى مجال الإخراج المسرحى.

وأعلنت إدارة المهرجان، عن إطلاق اسم الفنانة الكبيرة الراحلة سميحة أيوب على مسابقة العروض المسرحية، تخليد لاسم سيدة المسرح العربى، التى أثرت الساحة الفنية بأعمال خالدة ومساهمات بارزة كممثلة ومخرجة ومديرة لفرق كبرى مثل المسرح الحديث والمسرح القومى فضلًا عن مكانتها الرمزية فى تاريخ المسرح المصرى.

ويعد المهرجان القومى للمسرح المصرى، والذى تنظمه وزارة الثقافة سنويًا، أكبر وأهم تظاهرة مسرحية محلية تهدف إلى دعم المسرح المصرى بكل تياراته وفئاته، وفتح حوار فنى وإبداعى بين المؤسسات الفنية والفرق المستقلة والمواهب الشابة، ويحرص المهرجان دائما على تكريم رموزه وتخليد أسمائهم من خلال مسابقاته وفعالياته.

جدير بالذكر أن الفنانة سميحة أيوب، التى رحلت عن عالمنا خلال الأسابيع الماضية، وقد حصلت على أرفع الأوسمة والجوائز، منها وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، وجائزة الدولة التقديرية فى الفنون، وقدمت عشرات العروض المسرحية الخالدة، منها «الفتى مهران»، «سكة السلامة»، وكانت نموذجا للتفرغ الفنى والالتزام المسرحى، وبهذا القرار، تُعزز الدورة الثامنة عشرة من المهرجان توجهها نحو الاحتفاء بالرموز المسرحية وتأصيل القيم الجمالية والإبداعية فى الذاكرة الثقافية المصرية.