بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خط أحمر

لا مغادرة ولا وصول

قالت وزارتا الخارجية والنقل الإسرائيليتان فى بيان مشترك لهما الأحد ١٥ يونيو، إن المجال الجوى الاسرائيلى سيظل مغلقًا أمام الطيران المدنى لليوم الثالث على التوالى، وأنه لا رحلات مغادرة ولا وصول. 

أما اليوم الثالث المقصود فهو ثالث أيام الحرب بين إسرائيل وايران، بعد أن بادرت حكومة التطرف فى تل أبيب بالهجوم على مناطق إيرانية متفرقة يوم ١٣ من الشهر. 

ولا بد أن الحديث عن أن المجال الجوى سيبقى مغلقًا لليوم الثالث خبر تنقصه الدقة، لأن مجال إسرائيل الجوى مغلق أو شبه مغلق على مدى ما يقرب من السنة ونصف السنة، وبالتحديد منذ أن بدأت إسرائيل حرب الإبادة على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر من السنة قبل الماضية. فإسرائيل تعيش منذ ذلك اليوم فى حالة حرب جنونية متواصلة، ولا يمكن أن يكون أحد قد فكر فى دخولها على مدى هذه الفترة إلا لضرورة قاهرة. 

السؤال الذى لا بد أن يشغل بالك وأنت تطالع حكاية إبقاء المجال الجوى مغلقًا هو كالتالى: من أين تعيش إسرائيل طوال السنة ونصف السنة؟ إن أى بلد يخوض حربًا على طول مثل هذا المدى الزمنى، وبهذا الجنون المتواصل، لا بد أن يكون اقتصاده قد انهار من زمان، أو يكون على وشك الانهيار. 

وبمعنى آخر، فإن دولة تعيش حربًا لا تتوقف طوال سنة ونصف السنة، لا يمكن أن تجد ما تتعايش به، ولا يمكن أن تجد مواردها التى تجدها فى الظروف الطبيعية، ولا يمكن أن يبقى سكانها على قيد الحياة ما لم يجدوا موارد أخرى.. فمن أين تُتاح هذه الموارد الأخرى؟.. وكيف استطاعت إسرائيل أن تبقى كل هذه الفترة الطويلة دون انهيار اقتصادها؟ 

طبعًا الولايات المتحدة الأمريكية ولا شىء غير الولايات المتحدة الأمريكية، وطبعًا الغرب بكل الدول غير العادلة فيه ولا جهة سواه، مع ملاحظة شىء مهم هنا هو أننا لم نتكلم عن الإمداد بالسلاح الذى لم يتوقف طوال الفترة نفسها! 

إذنْ.. نحن أمام دولة مستطيعة بغيرها.. هذا إذا جاز أصلًا أن توصف إسرائيل بأنها دولة. والسؤال هو: إلى متى يستطيع الغرب بمعناه المشار إليه، وفى القلب منه أمريكا، أن يصبر على إتاحة أسباب الحياة لإسرائيل؟.. وماذا سيحدث عندما ينفد صبره؟.. هذا هو السؤال الذى بناءً على إجابته يتحدد مستقبل كيان اسمه إسرائيل.