بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مأساة فلسطيني فقد ربع جمجته جراء قصف الاحتلال.. "فقدنا كل شيء لكن الحمد لله"

فقد حازم جودة ربع
فقد حازم جودة ربع جمجمته

في قلب الدمار والمعاناة، تتجلى قصص صمود مؤلمة تروي تفاصيل الحياة اليومية لسكان قطاع غزة، واحدة من هذه القصص هي حكاية حازم جودة، أب لأربع بنات، اثنتان منهن من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي نجا بأعجوبة من قصف تعرض له في مخيم السياط، لكنه فقد جزءًا كبيرًا من جمجمته.

عاد حازم إلى مخيم السياط بعد أربعة أشهر من النزوح القسري إلى رفح، آملاً في بداية جديدة واستقرار لأسرته، نصب خيمته وبدأ في تأمين احتياجاتها الأساسية. وفي أحد الأيام، وبينما كان عائداً من السوق بعد شراء مستلزمات ضرورية، بما في ذلك حفاضات لابنته رهف من ذوي الاحتياجات الخاصة، التقى بأصدقائه.

يتذكر حازم تلك اللحظات الفاصلة بوضوح: “جلست معهم، وبعد فترة وجيزة، نزل علينا الصاروخ، في اللحظة التي نزل فيها الصاروخ علينا، خرجت في اللحظات الأخيرة، كان الجميع من حولي مغطى بالدماء، وكنت أتكئ على ساق صديقي الذي استشهد على الفور”.

نُقل حازم إلى المستشفى حيث خضع لعملية جراحية عاجلة في رأسه، فقد خلالها "أكثر من ربع جمجمته"، بعد خمسة أيام في العناية المركزة، كان أول ما خطر بباله هو ابنته رهف، وظل يطلب رؤيتها.

بعد أربعة أشهر من الغياب عن الوعي الكامل، صدم حازم عند رؤية نفسه في المرآة، يصف حالته قائلاً: “كان الأمر كما لو كانت هناك غرز تخرج من رأسي ودبابيس. لقد صدمت وحزنت على نفسي بصراحة، لكنني قلت: الحمد لله”.

وتطارده الآن أسئلة حول مستقبله وقدرته على رعاية أسرته: "كيف سأعيل أسرتي؟ كيف سيتقبلونني؟ هل يمكن أن أكون كما كنت من قبل، أذهب إلى السوق لأحضر لهم الأشياء؟" باتت هذه التحديات جزءًا من واقعه اليومي.

ويشعر حازم بالقلق على بناته، رهف وحبيبة ومريم ومسك، وكيف سيتعاملن مع وضعه الجديد، فقدرته على المشي واللعب معهن كما كان سابقاً قد تضاءلت بشكل كبير.

وأصبح تلبية احتياجات الخيمة عبئًا ثقيلاً، حيث تتطلب الخيام الكثير من الجهد في جلب الماء وتوفير الإمدادات، يقع هذا العبء الآن على عاتق بناته الصغيرات، اللاتي "كبرن قبل أوانهن" وحُرمن من طفولتهن، يذهبن للوقوف في طوابير طويلة للحصول على المساعدات والماء.

حالياً، يعيش حازم "على باب الله"، كما يقول، ينتظر أي رزق يعين بناته ويوفر لهن الحفاضات والعلاج، فقدرته على العمل تلاشت تماماً: “كنت أستطيع أن أحمل كل شيء وأفعل كل شيء، الآن لا أستطيع حتى حمل زجاجة ماء أو دلو من الماء”.

ويختتم حازم قصته بمرارة: "لقد فقدنا كل هذا، فقدنا أشياء كثيرة، فقدنا عملنا وصحتنا وحياتنا التي مرت هكذا، الحمد لله"، ورغم ذلك تبقى قصة حازم شهادة على الصمود الإنساني في وجه أقسى الظروف، وتذكيرًا بالثمن الباهظ الذي يدفعه المدنيون في مناطق النزاع.

شاهد الفيديو بالضغط هنا..

اقرأ المزيد..