اشتعال أزمة توريد الياسمين بقرية شبرا بلوله

تصاعدت أزمة توريد محصول الياسمين بقرية شبرا بلولة التابعة لمركز قطور، والتي شهدت مؤخرًا توقفًا في عمليات التوريد نتيجة الخلاف الذي نشأ حول أسعار التوريد بين المزارعين ومصانع إنتاج الزيوت العطري؛ وهى الأزمة التي تشهدها قلعة صناعة الياسمين كل عام في نفس الآونة، فالمزارع يريد سعر عادل يعوض مجهوده والتكلفة الباهظة التي تكبدها طوال الموسم والتاجر يريد تحقيق هامش ربح كبير أيضا، وأصحاب المصانع يتعذرون بأن الأحداث العالمية لها أثر كبير على انخفاض الطلب على الياسمين ، وأن قانون العرض والطلب هو الاعب الرئيسي في تحديد سعر التوريد.
تلك الدائرة المفرغة ما بين المزارع والتاجر وصاحب المصنع تشعل فتيل الأزمة كل عام، داخل معقل انتاج العطور على مستوى العالم.
ورغم تدخل اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، لإنهاء الأزمة وتحديد سعر عادل يرضى جميع الأطراف، بواقع ١٠٥ جنيه للكيلو لازالت الأزمة قائمة
وأكد عمرو الشيخ أحد كبار المزارعين، أن سعر ١٠٥ جنيه للكيلو، غير عادل ولا يحقق هامش ربح كاف للمزارع الذى تكبد مشقه كبيرة طوال العام
وأشار الشيخ الي أن الأحداث العالمية تلعب دورا كبيرا في تراجع الطلب على الياسمين ومن ثم فالجهود الحكومية لن تستطيع وحدها أن تواجه الأزمات الاقتصادية التي يشهدها العالم، مؤكدا علي عزوف عدد من المزارعين عن زراعة الياسمين بسبب الخسائر والأموال الكثيرة التي تكبدوها
طوال الموسم.
"المزارع هو من يدفع الثمن وحده؛ ولولا أن زراعة الياسمين تسرى في عروقنا لعتزلنا تلك المهنة المضنية" بهذه العبارة بدأ احمد عوض حديثه مع الوفد، تعقيبا على أزمة توريد الياسمين التي تشتعل كل عام؛ ويضطر المزارع للرضوخ للسعر المطروح مهما كان غير عادلا لأن زهرة الياسمين سلعة عمرها ساعات وليست سلعة تخزينية كالقمح والأرز يستطيع صاحبها تخزينها لحين ارتفاع أسعارها؛ والمعروض من الياسمين وقت الحصاد دائما ما يكون ضعف الطلب لذا يستغل التجار حاجة المزارعين للأموال لتدبير احتياجاتهم في فرض سعر غير عادل.
من جانبه أكد المهندس عبد السلام البغدادي، وكيل وزارة الزراعة بالغربية على التزام المحافظة بتقديم كافة أوجه الدعم الممكن للمزارعين، خاصة في القرى التي تعتمد على محاصيل ذات طابع خاص كالنباتات العطرية، في ظل توجه الدولة نحو دعم سلاسل الإنتاج وتحقيق التنمية الاقتصادية المحلية.
فيما أعلن اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، نجاح جهود المحافظة بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، في إنهاء أزمة توريد محصول الياسمين بقرية شبرا بلولة التابعة لمركز قطور، والتي شهدت مؤخرًا توقفًا في عمليات التوريد نتيجة الخلاف الذي نشأ حول أسعار التوريد بين المزارعين وإدارة مصنع أحمد فكري لإنتاج الزيوت العطرية، مما أثار قلق عدد كبير من المزارعين بالقرية.
وقد جاءت تحركات المحافظة استجابة سريعة لشكاوى وردت من أهالي شبرا بلولة، حيث أجرى محافظ الغربية تنسيقًا مباشرًا مع وزارة الزراعة، التي أصدرت بيانًا رسميًا بتحديد سعر التوريد بـ105 جنيهات للكيلو، بعد جلسات تفاوض ضمت مسؤولي الزراعة وممثلي المصانع والمزارعين، ما أعاد الحركة الطبيعية إلى منظومة التوريد وأنهى الأزمة فعليًا.
وعقب انتهاء الأزمة واستقرار الأسعار عقد اللواء أشرف الجندي ، اجتماعًا بديوان عام المحافظة مع المهندس عبد السلام البغدادي وكيل وزارة الزراعة بالغربية، لمتابعة ما بعد الأزمة وبحث آليات منع تكرارها مستقبلًا، حيث ناقش الاجتماع سبل دعم استقرار منظومة زراعة وتصنيع الياسمين، وتعزيز دور الإرشاد الزراعي في القرى المتخصصة في المحاصيل العطرية.
وأكد المحافظ خلال الاجتماع أن دعم الفلاح وتثبيت العائد الاقتصادي للمحاصيل المتخصصة يمثلان أولوية تنموية لمحافظة الغربية، مشيرًا إلى أن شبرابلولة قلعة زراعة الياسمين تُعد من القرى الرائدة في إنتاج الياسمين على مستوى العالم ، وأن حماية هذا النشاط الاقتصادي الحيوي مسؤولية مشتركة بين كافة الجهات.
وشدد المحافظ خلال الاجتماع على أهمية العمل الاستباقي في مثل هذه الحالات، معربًا عن تقديره لتعاون وزارة الزراعة وكافة الأطراف التي ساهمت في إنهاء الأزمة، ووجه اللواء أشرف الجندي وكيل وزارة الزراعة بالاستمرار في متابعة توريد المحصول ميدانيًا خلال الموسم، والتنسيق مع كافة الأطراف، مشيرًا إلى أن قرية شبرابلولة تحتل مكانة مهمة على خريطة النباتات الطبية والعطرية، ومساهمتها في قطاع التصدير تستحق كل أشكال الدعم.