بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

اتفاقية رقمية لأرض الفرص

الاتصالات تطلق مرحلة جديدة من التدريب التكنولوجى لشباب شمال سيناء

بوابة الوفد الإلكترونية

طلعت: نبنى جيلًا رقميًا فى العريش يصدر الكفاءات للعالم
برامج لتأهيل 7200 متدرب فى ريادة الأعمال والعمل الحر

 

فى خطوة جادة لتعزيز التنمية الرقمية والتمكين الاقتصادى فى شمال سيناء، شهد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، توقيع اتفاقية تعاون جديدة بين هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» وجامعة العريش.
الاتفاقية تهدف إلى تدريب وتأهيل نحو 7200 من شباب المحافظة خلال ثلاث سنوات، لتمكينهم من الالتحاق بسوق العمل فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، داخل مصر وخارجها.
جاء توقيع الاتفاقية بحضور عدد من القيادات التنفيذية من الجانبين، حيث وقعها المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذى لـ«إيتيدا»، والدكتور حسن الدمرداش، رئيس جامعة العريش، فى احتفالية شهدت تسليط الضوء على ما تحقق فى المرحلة السابقة، والتطلعات المستقبلية لمزيد من التمكين التكنولوجى لأبناء المحافظة.

بناء قدرات رقمية من العريش إلى العالم
أكد الدكتور عمرو طلعت أن الاتفاقية تعكس التزام الدولة بدعم أبناء سيناء، ليس فقط من خلال البنية التحتية أو الخدمات الأساسية، بل عبر تمكينهم من الأدوات الرقمية التى أصبحت محورًا رئيسيًا فى اقتصادات العصر الحديث.
وأوضح الوزير أن البرامج التدريبية التى تقدمها الاتفاقية تستهدف إعداد الشباب ليكونوا مهنيين مستقلين أو رواد أعمال فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بما يسمح لهم بتحقيق دخل مستدام دون الحاجة لمغادرة محافظتهم، وهو ما يعزز الاستقرار المجتمعى ويخلق اقتصادًا محليًا أكثر مرونة.
ولفت الوزير إلى أن الوزارة على استعداد لتقديم كل أوجه الدعم لجامعة العريش، لتواصل دورها التنموى ليس فقط كمؤسسة تعليمية، بل كشريك استراتيجى فى تطوير المجتمع السيناوى.

فى الإنسان أولًا
تأتى هذه الاتفاقية استكمالًا لاتفاق سابق تم توقيعه عام 2022، والذى أثمر عن تدريب أكثر من 2200 شاب، متجاوزًا الأهداف الموضوعة حينها، وتمثل النسخة الجديدة نقلة نوعية من حيث حجم الفئة المستهدفة ونوعية البرامج المقدمة، إذ تشمل إلى جانب طلبة كلية الحاسبات والمعلومات، فئات عمرية ومجتمعية أوسع داخل المحافظة.
وقال المهندس أحمد الظاهر إن الهيئة تؤمن بأهمية استثمار الدولة فى الإنسان قبل البنية التحتية، معتبرًا أن بناء الكوادر الرقمية فى شمال سيناء هو جزء لا يتجزأ من تحقيق الأمن والتنمية المستدامة.
وأشار إلى أن التدريب سيشمل مهارات متعددة تتراوح بين المهارات الرقمية الأساسية، ومبادئ الأمن السيبرانى، واللغة الإنجليزية، إلى جانب تنمية المهارات الشخصية وريادة الأعمال، ما يعزز فرص الاندماج فى الاقتصاد الرقمى سواء من خلال وظائف تقليدية أو منصات العمل الحر.

العريش تتحول إلى مركز للإبداع الرقمي
أكد الدكتور حسن الدمرداش، رئيس جامعة العريش، أن الجامعة تعمل بشكل وثيق مع الوزارة لتقديم نموذج ناجح للتنمية المجتمعية عبر التعليم.
وأوضح أن الاتفاقية الجديدة ستشهد توسعًا ملحوظًا فى نوعية البرامج وعدد المستفيدين، لتشمل طلاب الجامعة من مختلف التخصصات، فضلًا عن شباب المحافظة من غير المسجلين فى التعليم العالى.
وأشار الدمرداش إلى دور مركز «كريتيفا» للإبداع التكنولوجى، الذى أنشأته وزارة الاتصالات داخل حرم الجامعة، فى توفير بيئة تعليمية وتطبيقية تتيح للشباب فرصة اختبار أفكارهم وتحويلها إلى مشروعات واقعية قابلة للنمو والاستدامة.

التدريب لمستقبل رقمى شامل
تتنوع البرامج التدريبية المقدمة ضمن الاتفاقية لتشمل، برامج صيفية متخصصة بالتعاون مع المعهد القومى للاتصالات، ودعم مشروعات التخرج لطلبة كلية الحاسبات والمعلومات، وبرامج متقدمة لتقوية اللغة الإنجليزية التقنية، وبرامج احترافية للعمل الحر وريادة الأعمال، وإعداد مدربين معتمدين من أبناء المحافظة، بما يضمن استدامة التدريب محليًا.
وتعكس هذه الجهود فلسفة «التمكين من الجذور»، حيث لا تكتفى الوزارة بتقديم برامج آنية، بل تسعى لإعداد كوادر قادرة على مواصلة عملية التدريب والتعليم داخل مجتمعهم، وهو ما يشكل نقلة استراتيجية فى مفهوم التنمية.

فرص حقيقية وواقع جديد
تضع هذه الاتفاقية سيناء، ولا سيما شمالها، على خريطة التحول الرقمى فى مصر، ليس فقط كمناطق تحتاج إلى الدعم، بل كمناطق تملك القدرة على المساهمة الفعالة فى الاقتصاد الرقمى الوطنى.
ففى وقتٍ تتغير فيه طبيعة الوظائف وتتقلص الفرص التقليدية، تصبح المهارات الرقمية هى العملة الجديدة لسوق العمل، سواء داخل البلاد أو عبر الإنترنت، ما يفتح آفاقًا غير محدودة أمام أبناء شمال سيناء، دون أن يتخلوا عن جذورهم أو يُجبروا على الهجرة من محافظاتهم.
التنمية الحقيقية لا تطرق الأبواب فقط بالبنية التحتية والمشروعات الكبرى، بل تبدأ من الإنسان، من التعليم، ومن القدرة على التعلّم المستمر، وما بين وزارة الاتصالات وجامعة العريش، تنسج خيوط أمل جديدة فى شمال سيناء، لتكون بوابة لعصر رقمى أكثر عدلًا وازدهارًا.