بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هَذَا رَأْيِي

أسد من ورق

اليوم سقطت أوراق التوت.. اليوم انكشف المستور ووضح ما بين السطور.. اليوم نرى أكذوبة إسرائيل الكبرى- ومن معها- والتى لا تقهر تتهاوى.. اليوم نرى ملامح نهاية الكيان الصهيونى والذين معه تلوح فى الأفق فلا تضيعوها.. اليوم نرى منظومات الدفاع الجوى التى أُنفق عليها المليارات من الدولارات وظنوا أنها تعصمهم من الموت قد تهاوت كما تهاوى خط بارليف الذى ظنوا أنه المانع من كل اختراق.. اليوم نرى أن ملاجئهم وغرفهم المحصنة قد انهارت فوق رءوسهم.. لا عاصم اليوم للصهاينة المجرمين من أمر الله.. اليوم نرى الصهاينة يفرون من أرض فلسطين المغتصبة بزوارق وعبر البر بعد أن أغلقت عليهم أجواء سماء أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسول الله.. اليوم نرى مستوطناتهم التى بنوها على أنقاض وطن مغتصب تنهار.. اليوم نرى موانيهم ومطاراتهم التى شيدوها لتستقبل لاجئى العالم من الصهاينة وأسلحة القتل والتدمير تدك فوق رءوس من شيدوها.. اليوم نرى الفصل الأخير لسقوط الكيان المحتل الذى زرعوه فى قلب وطننا ليكون الخنجر المسموم فى ظهورنا يسقط.. اليوم تسقط أوراق التوت عن المجرمين الذين ارتكبوا جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقى والقتل والتدمير والتجويع.. اليوم انهارات القبة الحديدية ومقلاع داود ومنظومة آرو ومنظومة ثاد الأمريكية ولم يجدوا ما يسترهم، أو يقيهم من وسائل صنعت بأيد وعقول مسلمة يسعون إلى قتلها وتصفيتها أينما وجدت وحيثما كانت.. اليوم أصبح الكيان المحتل مهما كانت نتيجة الحرب التى تدور رحاها ليس كما كان قبلها..اليوم أصبح الأسد الصاعد عنوان عدوانه على إيران وهو اسم له دلالته ومأخوذ من أحد نصوص العهد القديم "التوراة"، يتحدث عن مستقبل مزدهر تنتصر فيه «إسرائيل القوية!» وشعبها الذى لا ينام حتى يأكل فريسته ويشرب دم قتلاه، نراه أسدًا من ورق.. اليوم شاهدنا وشهد العالم أجمع أن إسرائيل تحترق وتدك مبانيها ومنشآتها للمرة الأولى فى تاريخها.. اليوم نشاهد الصهاينة المستوطنين يبكون ويهرولون إلى الملاجئ والغرف المحصنة، عسى أن تحميهم من حمم اللهب التى تسقط فوق رءوسهم بعد رحلة سفر قطعتها يصل مداها لأكثر من ألف ومائتى كيلو متر.. اليوم سقطت غطرسة القوة كما سقطت فى حرب السادس من أكتوبر عام ٧٣ على أيدى جيش مصر العظيم.. اليوم وللمرة الثانية يتأكد للعرب والمسلمين وللعالم أجمع أن هزيمة الكيان الصهيونى والذين معه ممكنة.. نعم خسائر إيران المفروض عليها الحصار منذ أربعين عامًا كبيرة.. ولكن خسائر العدو الصهيونى مؤثرة ومذلة ولها دلالاتها.. اليوم مهما كانت نتيجة المعركة، انتهت أكذوبة إسرائيل العظمى، واتضحت الرؤية أمام العرب والمسلمين والعالم أن إسرائيل والذين معها وهم كبير، ويمكن مرمغة أنفهم فى التراب وفى عقر ما توهموا أنها ديارهم ووطنهم بعد ما شردوا أصحاب الديار.. اليوم هو الفرصة الأخيرة للعرب والمسلمين لينزعوا الخنجر المسموم من ظهرهم.. اليوم فرصة العرب والمسلمين ومعهم دول عظمى تنتظر انتفاضتهم للتخلص من الاستعمار الأمريكى الإسرائيلى الذى لن يرحم أحدًا.. اليوم فرصة للعالم العربى والإسلامى ليسدل الستار على هذه الحقبة السوداء من تاريخهم، ويفسحوا الطريق أمام عالم جديد وخارطة طريق جديدة، لا تسفك فيها دماؤهم وتستنزف فيها ثرواتهم.. لا تحدثنى اليوم عن  شيعى أو سنى أو ما شابه، اليوم تنصهر فيه كل المذاهب أمام العدو الصهيونى والمؤامرات الماسونية التى عمادها الغموض والنفوذ.
اليوم الفرصة الأخيرة قبل الطوفان القادم الذى لن يرحم منا أحدًا.. اليوم الفرصة الأخيرة وقبل أن ينطبق علينا القول ويكون لسان حالنا هو «قد أُكلنا يوم اُكل الثور الأبيض».
[email protected]