بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

عصف ذهنى

إسرائيل وإيران وجهًا لوجه!!

بعد أن كانت المواجهة بين إسرائيل وإيران تجرى بالوكالة، عن طريق الأزرع الخارجية لإيران، وكذلك من خلال العمليات النوعية لإسرائيل داخل طهران أو خارجها، وضع هجوم (الأسد الصاعد) فجر الجمعة الماضية على إيران كلًا من تل أبيب وطهران وجهًا لوجه.

الساعات الماضية كشفت نجاح الضربة الإسرائيلية بامتياز كما وصفها الرئيس الأمريكى ترامب، الذى كان يحمل التفاوض فى يده اليمنى، بينما يعطى إشارة الهجوم الإسرائيلى بيده اليسرى، لفرض الخداع الدبلوماسى على الجانب الإيرانى، وللأسف انطلى عليه ذلك فلم يكتشف الاختراق الأمنى داخل طهران، حين تمكن الموساد من زرع مسيرات وفخاخ قاتلة، داخل أماكن اجتماعات كبار القادة العسكريين، لاغتيال، أكثر من 20 قائدًا عسكريًا، على رأسهم رئيس الأركان وقائد قوات الدفاع الجوى وقائد الحرس الثورى، إلى جانب تسعة من كبار العلماء النوويين الذين يعملون بالمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، بهدف شل القيادة العسكرية والسياسية لإيران فى وقت واحد لتعطيلها عن سرعة الرد، ومن جانب آخر إحراج النظام الإيرانى أمام شعبه لإثارة الرأى العام عليه!

وإذا كان يحسب لإيران استعادة توازنها فى أسرع وقت، حتى تمكنت من الرد من خلال عملية (الوعد الصادق٣) بهجمات صاروخية على وسط تل أبيب، قصفت خلالها 150 هدفًا وسط حالة من الهلع الشعبى، ولكن حتى كتابة هذه السطور ما زالت موجات القصف المتبادلة تتوالى، فى ظل تصريحات إسرائيلية بحرق طهران، وأخرى إيرانية تتواعد تل أبيب برد مزلزل، انتقامًا من ضربتها الأولى التى وضعت طهران- كما يقول المحللون- أمام خيار محدد للرد، أبرزه الانزلاق فى حرب شاملة، لا تبدو إيران مستعدة لها الآن، ولا تضمن أن تخرج منها منتصرة، فى ظل انهيار منظومة دفاعها الجوى، الذى فتح السماوات الإيرانية أمام الطيران الإسرائيلى دون رادع أو مقاومة!!

ويبقى العامل الأهم فى نجاح (الأسد الصاعد) الإسرائيلى فشل الاستخبارات الإيرانية، فلم تعِ درس اغتيال حسن نصر الله أو يحيى السنوار أو حتى إسماعيل هنية فى غرفة نومه، داخل استراحة فى الحرس الثورى، كذلك لم تفهم تلك الاستخبارات إشارات ترامب المتلاحقة طوال الأسبوع الماضى وتسريباته الإعلامية، عن ضربة إسرائيلية وشيكة لطهران، الأمر الذى يتطلب إعادة حسابات إيران الداخلية والخارجية، وتخفيف القبضة الأمنية الحامية لنظام (الملالى) فقط، دون النظر إلى مصلحة الدولة كقوة إقليمية قوية وفاعلة بعلاقات وطيدة وآمنة مع دول الجوار.

والسؤال المهم الذى يطرح نفسه الآن فى ظل هذا التصعيد المتبادل من جانب الطرفين: هل سيقودهما العناد إلى دفع المنطقة لحرب شاملة يخرج الكل منها خاسرًا؟ أم أن الاستماع لصوت العقل وخفض التصعيد ضرورة كما حذرت مصر من قبل، وتؤكد الآن ضرورة عدم انتهاك سيادة الدول، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها، لتجنب اتساع دائرة الصراع فى الإقليم، وذلك لن يأتى إلا بالجلوس على مائدة التفاوض والانصياع للحل الدبلوماسى.

لكن ماذا سيحدث غدًا.. ذلك ما سوف تنبئنا به الأيام، إن لم تكن الساعات القادمة، بعد أن أصبحت إسرائيل وإيران وجهًا لوجه!!