بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

السباق إلى المجد..

من الأقرب لصناعة المجد في كأس العالم للأندية؟

 ريال مدريد
ريال مدريد

تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم إلى هذا الحدث المرتقب، الذي يعده البعض بمثابة "مونديال مصغر" لا يقل إثارة عن كأس العالم للمنتخبات، وبقدر ما تحمل النسخة المقبلة من تطورات في الشكل والتنظيم بكأس العالم للأندية، فإنها تطرح تساؤلات جوهرية حول هوية الفرق القادرة على كتابة التاريخ وتحقيق إنجاز استثنائي في أول تجربة من نوعها للبطولة.

 

في طليعة المرشحين يأتي ريال مدريد الإسباني، النادي الأكثر تتويجًا بالبطولة، والذي يملك سجلًا ناصعًا على الصعيدين القاري والعالمي. بفضل عمق تشكيلته، وخبرته الكبيرة في المحافل الكبرى، يعتبر الفريق الملكي مرشحًا دائمًا لبلوغ الأدوار النهائية، إن لم يكن الفوز باللقب ذاته، وجانبه يظهر مانشستر سيتي الإنجليزي، بطل أوروبا، تحت قيادة بيب جوارديولا، الذي يسعى لاستكمال ثلاثيته التاريخية بإحراز اللقب العالمي الأول في النظام الجديد، خاصة مع مشروع رياضي متكامل وإمكانيات لا حدود لها.

 

من أمريكا الجنوبية، تبقى المنافسة مفتوحة أمام أندية عريقة مثل فلامنجو وبالميراس من البرازيل، أو بوكا جونيورز وريفر بليت من الأرجنتين، التي تمتلك إرثًا كبيرًا في كرة القدم وطاقات جماهيرية ضخمة، رغم صعوبة مجاراة النسق الأوروبي من حيث الاحتراف والموارد. لكن هذه الأندية كثيرًا ما تُمثّل خطرًا تكتيكيًا حقيقيًا بفضل روحها القتالية وتنظيمها الصارم في المباريات الكبرى.

 

أما عربيًا، فتتجه الأنظار إلى الهلال السعودي والأهلي المصري، بوصفهما ممثلين بارزين لقارتي آسيا وأفريقيا، ولتاريخهما المشرف في نسخ سابقة من البطولة. الهلال، بفضل استثماراته الأخيرة وتشكيلته العالمية التي تضم نجوماً مثل نيمار وميتروفيتش، يبدو في أفضل حالاته لمنافسة الكبار، بينما يمتلك الأهلي خبرة استثنائية على مستوى المشاركة في كأس العالم للأندية، كأحد أكثر الأندية مشاركة بعدد من الإنجازات، أبرزها التتويج بثلاث ميداليات برونزية. وإذا نجحت هذه الفرق في الوصول إلى الأدوار المتقدمة، فستكون أمام فرصة لكتابة فصل تاريخي جديد في سجل البطولة.

 

ولا يمكن إغفال أندية أخرى مرشحة للظهور بقوة، مثل أوراوا ريد دياموندز الياباني، أو مونتيري المكسيكي، التي تملك تجارب محترمة على مستوى البطولات القارية، وتُعَدّ من بين القوى الصاعدة في قارتَي آسيا وأمريكا الشمالية، في ظل تطور البنى التحتية والتخطيط الفني فيها.

 

النسخة المقبلة من كأس العالم للأندية ستكون اختبارًا للجاهزية الشاملة، لا مجرد استعراض للنجوم أو القمصان الثقيلة. فهي فرصة لإعادة كتابة التاريخ بأقدام لاعبين يعرفون أن البطولة القادمة تحمل طابعًا استثنائيًا، وأن البطل الأول في النظام الجديد سيدخل سجلات الفيفا من الباب العريض. وبين الطموح الأوروبي، والتحدي اللاتيني، والحلم العربي، يبقى الباب مفتوحًا لكل من يملك الشجاعة والمهارة والإرادة لانتزاع المجد.