بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الحلم يقترب..

العرب في طريقهم لزعزعة أسطورة الهيمنة العالمية في كأس العالم للأندية

كأس العالم للأندية
كأس العالم للأندية

ظلت بطولة كأس العالم للأندية عنوانًا للهيمنة الأوروبية والأمريكية الجنوبية، حيث تربعت فرق مثل ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ وبوكا جونيورز على عرش المنافسة، في مقابل محاولات متكررة  ولكنها غير مكتملة  من أندية القارات الأخرى، وعلى رأسها الأندية العربية. إلا أن السنوات الأخيرة حملت مؤشرات قوية على أن الفجوة بدأت تضيق، وأن الفرق العربية لم تعد مجرد "ضيوف شرف"، بل منافسين حقيقيين يملكون القدرة على إرباك حسابات الكبار.

 

لم يكن بلوغ الهلال السعودي نهائي البطولة في نسخة 2022 سوى تتويج لمسار طويل من الاجتهاد والاحتكاك القاري والعالمي، حيث تجاوز الفريق عقبات كبرى قبل أن يصطدم بريال مدريد في مباراة نهائية شهدت تسجيله لثلاثة أهداف، في واحدة من أكثر النهائيات إثارة. كذلك، أثبت الأهلي المصري مكانته القارية والعالمية بعدما نجح في تحقيق المركز الثالث ثلاث مرات، متفوقًا على أندية من أمريكا الجنوبية وآسيا، وهو ما منح الفريق احترامًا واسعًا من جمهور الكرة حول العالم.

 

الطفرة العربية لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتاجًا لمجموعة من العوامل المتشابكة، أبرزها تطور العمل الفني والإداري داخل الأندية، وتزايد استقطاب المحترفين أصحاب الجودة العالية، إلى جانب الاستفادة من التجارب القارية في دوري أبطال أفريقيا وآسيا، والتي منحت الأندية خبرة ونضجًا انعكس على أدائها أمام خصوم عالميين. كما لعب الاستقرار الفني، والاعتماد على مدربين مميزين، دورًا في رفع سقف الطموحات، وجعل الفرق العربية تؤمن بقدرتها على تجاوز العقدة النفسية أمام أندية أوروبا وأمريكا الجنوبية.

 

ورغم هذا التقدم الملحوظ، لا تزال هناك تحديات كبيرة تقف أمام الحلم العربي بالتتويج بالبطولة، أبرزها الفارق الضخم في الموارد المالية، وقوة الدوريات التي تنشط فيها الفرق الأوروبية، إضافة إلى تراكم الخبرة والتقاليد الكروية لدى أندية مثل ريال مدريد أو ليفربول، وهو ما يتطلب عملًا استراتيجيًا طويل المدى من الأندية العربية للعبور من مربع المنافسة إلى مربع التتويج.

 

ومع ذلك، فإن ما تحقق في العقد الأخير يعد بمثابة جرس إنذار للهيمنة التقليدية، وإشارة واضحة إلى أن الأندية العربية تسير بخطى واثقة نحو منصة التتويج. وبينما ينتظر الجمهور العربي لحظة رفع الكأس من قِبل نادٍ عربي، فإن الحاضر يشير إلى أن ذلك لم يعد حلمًا بعيدًا، بل احتمالًا قائمًا يحتاج فقط إلى المزيد من الثقة، والتخطيط، والاستمرارية.