بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

إتجــــاه

انهيار أسطورة «الموساد»!

طالما كان صحيحاّ ما قالت إيران، إنها حصلت على وثائق حساسة، تتعلق بالمشاريع والمواقع النووية الإسرائيلية، فندعوها من هنا، أن تسارع للإعلان عن تفاصيلها على الفور، حتى يستقر اليقين، بأن جهاز الاستخبارات الإيرانى، تمكن من اختراق «عمق» أمان إسرائيل، فى ضربة بداية، لانهيار أسطورة جهاز الاستخبارات الإسرائيلى«الموساد»، التى طالما روج لها، خاصة فى عملياته الإستخباراتية داخل إيران نفسها، وأخطرها ماكان أعلن عنه، رئيس الوزراء الصهيونى، بنيامين نتنياهو، فى العام 2018، بحصول بلاده على 100 ألف وثيقة سرية من داخل إيران نفسها، تتعلق ببرنامجها النووى، وعرفت ما بعد ذلك، بـ«سرقة الأرشيف النووى الإيرانى»، فيما نفت«طهران»- وقتها- ما جاء فيها وأنها مجرد وثائق قديمة..عديمة القيمة.
الروايات الإيرانية متعددة المصادر، عن عملية الوثائق الإسرائيلية، وتطابق الكلام عن تأمين وصولها إلى إيران، إنما يوفر غطاءّ من المصداقية، حول نجاح العملية الاستخباراتية، التى وُصِفَت بالمعقدة، أكثر ما فيها من إثارة، كونها تحتوى على معلومات حيوية عن منشآت إسرائيل النووية، وبالقطع تفاصيل برنامجها النووى، التى تخفى حقيقة وجوده، وبالتالى لم يعد فى الظل بالنسبة للقدرات الهجومية الإيرانية، التى من المفروض، أن «كنز الوثائق الثمين» هذا، يفسح لها مجال إختيار الأهداف العسكرية، فى عموم الفضاء الإسرائيلى، ما يضمن لها التفوق فى أى مواجهة محتملة، غير الامتياز المعلوماتى، فى إعادة تدوير موازين القوة، فى الخليج والمنطقة العربية.
<< الحرب الاستخباراتية بين إيران وإسرائيل، تصنف على أنها واحدة من أكثر الصراعات تعقيداّ فى الشرق الأوسط، ماهى بأسلحة تقليدية وحدها، بقدر ما فيها من تربص فى ساحات الخفاء والمعلومات، مثلما تسلل عملاء«الموساد» الإسرائيلى، فى العام 2018، إلى مستودع»شوراباد» فى»طهران»، وسرق كمية من الوثائق، يتعلق بمشروع «أماد» الإيرانى، وأدعى «نتنياهو»- فى مؤتمر صحفى وقتها- أنه مشروع لتطوير أسلحة نووية، وأن الوثائق تُظهِر نية إيران لإنتاج قنبلة نووية، وكانت ضربة إستخباراتية موجعة، عززت الموقفين الإسرائيلى والأمريكى، المناهض لاتفاق 2015 النووى، ودفع»واشنطن» للانسحاب منه، فى العام 2018.
<< وبعد مضى الـ7 سنوات على العملية الإسرائيلية، يتجدد الصراع قبل أيام، عندما كشفت السلطات الإيرانية، هذا الشهر «يونية-2025»، أن أجهزتها الإستخباراتية، تمكنت من الحصول على وثائق، تتعلق بالبرنامج النووى الإسرائيلى، وفى التفاصيل، اتهامات صريحة لـ»تل أبيب»، بأنها تتعاون مع قوى غربية، فى مشاريع نووية سرية، وحتى تتوافر شروط المصداقية، فيما قالت إيران أنه «كنز ثمين» من الوثائق، أمامها أمران..الأول: أن تدفع على الفور، بالأدلة التى تثبت رواياتها، والأمر الثانى: أن تعلن فى مؤتمر صحفى عالمى- بنفس طريقة«نتنياهو»- عن ما فى الوثائق من معلومات، حتى لا تُتَهم بمحاولة دعائية، للرد على ما وصفته بـ«العدوان الإستخباراتى الإسرائيلى».
<< هذه الحرب غير المعلنة، التى هى حرب الوثائق النووية بين إيران وإسرائيل، ما كانت إلا واحدة من جوانب الصراع الأوسع، تتداخل فى إطاره الأمن والسياسة والتكنولوجيا، ويبرهن على هشاشة الاستقرار فى منطقة متوترة، متوقع أن تستمر فيها هذه الحرب الإستخباراتية، بالتوازى مع تصاعد سباق النفوذ والتسلح، فى الشرق الأوسط، وهو ما يطهر الإجابة على السؤال: كيف تحول الملف النووى، من مجرد قضية أمنية، إلى أداة سياسية وإستخباراتية فى الصراع الإقليمى، كل طرف يعمل على هزم الآخر فى الساحة الدولية..لكن فى المحصلة، تبقى الوثائق النووية، من أقوى أسلحة إيران لردع إسرائيل فى غزة والمنطقة..فرصة نتمنى على العرب استغلالها.

[email protected]