يسري الشرقاوي: الهجوم على إيران يكشف اختلال التوازن الإقليمي ويؤكد أهمية اليقظة المصرية

صرّح الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة والخبير الاقتصادي، أن الهجوم الجوي الذي استهدف إيران ليلة أمس يمثل تطورًا خطيرًا في المشهد الإقليمي، ويكشف عن حجم التحديات الجيوسياسية المتراكمة في منطقة الشرق الأوسط، والتي أصبحت ساحة لتصفية حسابات دولية وإقليمية تتجاوز الحدود التقليدية للصراعات.
وقال الشرقاوي: "ما جرى لم يكن مفاجئًا بقدر ما كان متوقعًا، فقد سبقت الضربة إشارات وتحركات دبلوماسية واضحة، منها ما يمكن اعتباره بمثابة رسائل مباشرة إلى النظام الإيراني، توحي بأن هناك عملاً عسكريًا وشيكًا. وإن زيارة وزير خارجية إيران إلى القاهرة قبل أيام، تأتي ضمن هذه الإشارات التي تؤكد أن التحركات لم تكن بمعزل عن علم أو متابعة القوى الفاعلة".
وأكد أن ما يحدث على الساحة الإيرانية يبرهن أن تفكك الداخل هو العامل الحاسم في سقوط الدول، مشيرًا إلى أن "ما بدا من هشاشة المنظومة الإيرانية وتغلغل شبكات العمالة والخيانة عبر مستويات الحكم والأمن والعسكر، يعكس انهيارًا داخليًا أكثر منه اختراقًا خارجيًا".
وأضاف: “الثورة الإيرانية التي بدأت بشعارات دينية، انتهت إلى دولة منهكة، مسلوبة الإرادة، تُستخدم كأداة ضغط في ملفات إقليمية، مما يجعلها نموذجًا صارخًا لتحول الأنظمة العقائدية إلى أدوات تخدم أجندات دولية، وهو درس يجب ألا يغيب عن دول المنطقة".
وشدد رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة على ضرورة أن تلتفت مصر قيادة وشعبًا لهذا المشهد باهتمام بالغ، مؤكدًا أن القاهرة، بتاريخها ومكانتها، هي القوة الاستراتيجية المتبقية في المنطقة، ما يتطلب يقظة كاملة، واستعدادًا غير تقليدي، وتعزيزًا لأدوات الردع الوطني، سواء على مستوى الجيش أو الاقتصاد أو الإعلام.
وأوضح الشرقاوي أن: "مصر تمتلك مفاتيح الصمود، لكن التحديات تتطلب استراتيجية شاملة تبدأ بتحقيق الاكتفاء الذاتي، ودمج منظومة الاقتصاد الإنتاجي مع آليات إدارة الأزمات، وتعزيز تلاحم الطبقات المجتمعية، ورفع وعي الشعب لمواجهة أي محاولات للمساس بالوطن".
ووصف الشرقاوي ما يُشاع عن القدرات النووية الإيرانية بأنه "مجرد وهم إعلامي تم تضخيمه لخدمة أجندات سياسية وإعلامية غربية، إذ لا توجد دلائل حقيقية على امتلاك إيران لقدرات نووية حقيقية أو منظومة عسكرية قادرة على الردع".
وأختتم: "الأيام القادمة تحمل تغيرات جوهرية في الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، وما حدث لإيران قد يتكرر مع غيرها من الأنظمة التي اختارت أن تكون وكلاء لأجندات أجنبية لا تحترم تاريخ الشعوب ولا سيادة الأوطان".