بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هجوم بموافقة أمريكية.. خبير يحذر: المرشد تحت التهديد والنظام الإيراني على حافة السقوط

الدكتور محمد محسن
الدكتور محمد محسن أبو النور

شنت إسرائيل فجر اليوم الجمعة هجومًا عسكريًا واسع النطاق على أهداف استراتيجية داخل إيران، تركز على العاصمة طهران وعدد كبير من المدن الرئيسية.

الهجمات استهدفت البرنامج النووي الإيراني، مواقع عسكرية، ومنصات صواريخ، وأسفرت عن اغتيال عدد من كبار القادة في الحرس الثوري، العملية تمثل تصعيدًا غير مسبوق في الصراع، وتكشف عن اختراق أمني كبير في عمق الأراضي الإيرانية.

في هذا الصدد، قال الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية وخبير الشؤون الإيرانية، إن إسرائيل لا يمكن أن تنفذ هذه العملية العسكرية الواسعة ضد إيران دون ضوء أخضر أمريكي، بل يذهب إلى أبعد من ذلك، مرجّحًا أن تكون الولايات المتحدة نفسها قد تولّت عملية الخداع الاستراتيجي لتهيئة الأجواء لهذه الحرب، وذلك من خلال المماطلة المتعمدة في مسار المفاوضات مع طهران.

وأضاف أبو النور، للوفد، أن التقييم العام لما حدث فجر اليوم الجمعة يشير إلى أن إسرائيل شنت حربًا شاملة على إيران تتجاوز كونها مجرد ضربات عسكرية محدودة، حيث استهدفت مواقع متعددة في العاصمة طهران وعدد كبير من المدن الإيرانية، وأسفرت الهجمات عن ضرب البرنامج النووي الإيراني، وأهداف عسكرية، بالإضافة إلى استهداف مباشر لقادة كبار في المنظومة العسكرية الإيرانية.


وأوضح أبو النور أن هذه الحرب تنقسم حتى الآن إلى ثلاثة مستويات متزامنة، وهي: "استهداف المشروع النووي، وتدمير منصات إطلاق الصواريخ، والقضاء على كبار مسؤولي النظام، بمن فيهم القادة والعلماء"، ما يعكس محاولة إسرائيل إحداث خلل عميق في بنية القيادة الإيرانية تمهيدًا لتوسيع دائرة الهجمات، وربما استهداف رأس النظام نفسه، في إشارة إلى احتمال اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي.

وأشار إلى أن نجاح إسرائيل في الوصول إلى قلب طهران ومدن مركزية داخل الهضبة الفارسية، التي ظلت محصّنة تاريخيًا، يدل على قدرة تل أبيب الحالية على ضرب أهداف حساسة ومؤثرة في النظام الإيراني، وعلى رأسها المرشد.

ولفت أبو النور إلى أن ما حدث يكشف تعرض إيران لخداع استراتيجي من جانب المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية، التي كانت تعلن رفضها للحل العسكري في الملف الإيراني، كما يكشف عن ضعف هيكلي وبنيوي في منظومة الأمن الوقائي داخل إيران.

واختتم بالقول إنه من المؤكد أن إيران سترد عبر هجمات صاروخية وبالمُسيّرات، لكن إذا لم تتخذ القيادة الإيرانية قرارًا سياسيًا بإعلان امتلاك السلاح النووي، وتنفيذ عمليات نوعية مماثلة في قلب تل أبيب تستهدف قادة النظام الإسرائيلي، فإن ذلك يعني تسليم إيران بواقع استمرار الضربات الإسرائيلية، وبالتالي المضي قدمًا نحو إسقاط النظام الإيراني بالكامل وإخضاعه عسكريًا، كما حدث في محطات تاريخية عدة عانت فيها إيران من انكسارات عسكرية أمام قوى خارجية.