من الأوبرا.. صواريخ ثقافية وصراع وجود في عيد روسيا

تحت قبة دار الأوبرا المصرية العريقة، امتزجت ألوان الثقافتين المصرية والروسية في ليلة أسطورية احتفالاً بالعيد الوطني لروسيا الاتحادية.
وجسد حفل الاستقبال، عمق العلاقات الثنائية، وشهد عرضاً فنياً استثنائياً جمع بين فرقة "كوستروما" الروسية الشهيرة للباليه الوطني وفرقة "رضا" المصرية الرائدة للفنون الشعبية، في حوار رقصي فريد يروي حكايات تقاليد البلدين.
شهد الحفل حضوراً لافتاً ضم كوكبة من كبار المسؤولين المصريين، منهم المستشار محمود فوزي وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، د. شريف فتحي وزير السياحة والآثار، والدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية، والطيار سامح الحفني وزير الطيران المدني، والمهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام. و حضر عدد كبير من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وقيادات وزارة الخارجية المصرية، إلى جانب سفراء وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالقاهرة، وشخصيات عامة وسياسية وعلمية وإعلامية.
وحرصاً على تعزيز الحوار السياسي، شارك وفد رفيع المستوى من اللجنة الخارجية لحزب الوفد في الاحتفالية، في خطوة تؤكد اهتمام القوى السياسية المصرية بتطوير العلاقات الاستراتيجية مع روسيا الاتحادية ومتابعة مجالات التعاون المشترك بين البلدين.
ألقى سفير روسيا الاتحادية بالقاهرة، جيورجي بوريسينكو، كلمةً نارية خلال الاحتفال بالعيد الوطني الروسي بدار الأوبرا المصرية، مزجت بين الدبلوماسية الثقافية والصراع الجيوسياسي، في خطاب كشف عن رؤية موسكو للعالم وتحدياتها.
افتتح بوريسينكو كلمته برسم صورة لـ"وطن يمتد على 11 منطقة زمنية ، قائلا "تاريخنا العريق وإن كان أقصر من أم الدنيا يحمل 12 قرناً من المجد. لطالما وقفنا في قلب الأحداث المصيرية، أنقذنا البشرية من النازية، وحطمنا قيود الاستعمار".
مفاجآت اقتصادية
لكن نبرته اشتعلت عند الحديث عن التحدي الراهن، قائلا: "نواجه كتلة الناتو العدوانية التي حوّلت أوكرانيا إلى ترسانة ضدنا! نحن لا ندافع عن حدودنا فحسب، بل عن حق كل شعبٍ في العيش بحرية دون وصاية غربية"**.
أذهل السفير الحضور بإعلانٍ جريء قائلا "رغم 29 ألف عقوبة استعمارية، قفز اقتصادنا للمركز الرابع عالمياً (بمعادل القوة الشرائية)!".مردفاً بالتفاصيل:
"الانسحاب الغربي قوى صناعتنا، وزراعتنا قفزت، وعلمنا صمد، وإرادة شعبنا حطمت أحلامهم".
حول السفير الأنظار للمسرح، مبرزاً دور الفن كجسرٍ دبلوماسي، وقال فرقة كوستروما ليست مجرد رقصات، إنها روح روسيا التي تجمع الباليه الكلاسيكي بتراثنا الشعبي". مشيراً إلى مشروع "افتتاحية رقص العالمي" الذي أطلقه الرئيسان بوتين والسيسي في قمة "بريكس" 2024.
من الضبعة إلى الساحة الحمراء
خص السفير الروسي مصر بشراكة استثنائية من بينها "معاهدة الشراكة الشاملة مع مصر وعضويتنا في بريك ستشكلان نظاماً عالمياً جديداً". مستعرضاً أوجه التعاون من تبادل تجاري يتجاوز 9 مليار دولار، ومحطة الضبعة النووية أيقونة التعاون. بالإضافة إلى ملايين السياح الروس في شواطئ مصر وآثارها. وأوضح أن الجنود المصريون ساروا في العرض العسكري بموسكو احتفالاً بانتصارهم المشترك على النازية.
أكد تضامن بلاده مع القضية الفلسطينية قائلا:"ندعم حق الشعب الفلسطيني في دولةٍ مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وندين محاولات التهجير". أنهى كلمته برسالة تفاؤل قائلا : "معاً سنبني عالماً أفضل.. وأتمنى لمصر السلام والنجاح"

