بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مظاهرات لوس انجلوس تهدد مونديال الأندية والكأس الذهبية

بوابة الوفد الإلكترونية

قبل انطلاق صافرة البداية لبطولة كأس العالم للاندية والكأس الذهبية للمنتخبات تبدو الملاعب الأمريكية جاهزة لاستقبال الجماهير والمباريات، لكن خارج المستطيل الاخضر، هناك معركة أخرى تدور بلا حكم وهي معركة السياسة والهجرة.

 ففي الوقت الذي تروج فيه الولايات المتحدة لاستضافة اثنتين من كبريات كرة القدم في العالم ، تعكر مواقف إدارة ترامب الصارمة تجاه المهاجرين والمحتجين والمتظاهرين صفو الحدث العالمي، لتطرح سؤالًا بسيطًا هل يستطيع العالم أن يحتفل بالكرة بحرية وسط هذه الاحداث الملتهبة .. وتصاعدت التكهنات حول قدرة الولايات المتحدة على تأمين البطولة في ظل هذه الاجواء المتوترة .

وأعلن اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم "كونكاكاف"، بشكل رسمي وعاجل، إنه أرسل خطاباً إلى وزرات الخارجية في البلاد المشاركة ببطولة الكأس الذهبية، يطالبهم بضرورة التدخل لدى خارجية واشنطن لتأجيل البطولتين. .  خاصة وان ملاعب لوس أنجلوس - اكثر المناطق الامريكية اشتعالا - تستضيف مباريات الكأس الذهبية بالكامل .

وتنطلق البطولة غدا السبت بمواجهة المكسيك مع جمهورية الدومينيكان،وأكد اتحاد كرة القدم في "كونكاكاف"، إن سلامة جميع المشاركين والجماهير هي الأولوية القصوى للاتحاد، وعلى أمريكا تحمل المسئولية، من أجل تقديم بطولة عالمية المستوى، تسلط الضوء على أفضل ما في رياضتنا، بشرط ان تكون في بيئة آمنة وممتعة للجميع.

وتستعد مدينة لوس أنجلوس أيضًا لاستضافة مباريات المجموعتين الثانية والخامسة من منافسات كأس العالم للأندية ، حيث يلتقي باريس سان جيرمان مع أتلتيكو مدريد يوم الأحد في ملعب "روز بول" في مدينة باسادينا بلوس أنجلوس.

ويبقى التساؤل الأكبر، كيف تقام مباريات كرة قدم ويتواجد جماهير لعبة، ليست "شعبية" في بلاد الأمريكان، في ظل الفوضى والنهب الذي رافق احتجاجات لوس أنجلوس، وسرقة متاجر ومحلات كبرى، فيما فرض عمدةُ المدينة حظر تجول ليلي، بينما نفذت الشرطة حملة اعتقالات جماعية، في وجود 4 آلاف جندي من قوات الحرس الوطني المنتشرين في المدينة، إضافة إلى 700 جندي من قوات مشاة البحرية الأميركية "المارينز"، كما وُضع المئات منهم على أهبة الاستعداد للتدخل في أي لحظة.

والأكثر انتقاداً لاستضافة فاعليات رياضية، هو ان موجة الاحتجاجات ضد هيئة الهجرة امتدت إلى مدن أخرى في ولاية كاليفورنيا، بل وصلت كذلك إلى ولايات أمريكية أخرى مثل نيويورك وشيكاغو وتكساس وأتلانتا، وغيرها من المدن التي تستضيف ملاعبها أحداث مونديال الأندية.

من جانبها، شددت جماعات حقوق الإنسان على أن الفيفا ملزم باتخاذ خطوات فعلية لحماية المشاركين والزوار خلال البطولة من أي انتهاكات محتملة. وقالت مينكي ووردن من هيومن رايتس ووتش إن الفيفا مطالب بوضع معايير واضحة والتفاوض مع الحكومة الأمريكية لضمان عدم المساس بحقوق اللاعبين والجماهير والإعلام .

القلق نفسه أبدته منظمة تحالف الرياضة والحقوق، التي حذرت من أن السياسات المتبعة في عهد ترامب، خاصة تجاه المهاجرين، تشكل خطرًا حقيقيًا على نزاهة البطولتين وسلامة المشاركين، داعية الفيفا إلى التحرك قبل فوات الأوان.

وفي خضم هذا التوتر، لا يزال الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) صامتًا حيال الانتقادات، ولم يصدر أي تعليق رسمي وبينما يتحمس المشاهير والنجوم الرياضيون للمشاركة في هذا الحدث التاريخي، يخيم القلق على المنظمين المحليين الذين يدركون أن أي تطورات سياسية أو قرارات سيادية قد تُلقي بظلالها الثقيلة على نجاح البطولة. كما عبر مسؤولون في مدن مثل فيلادلفيا عن أن التخطيط يجري في أجواء من عدم اليقين، في ظل أزمات دولية متسارعة وتوتر داخلي مستمر حول قضايا الهجرة والحقوق المدنية.

ويشارك المنتخب السعودي ببطولة الكأس الذهبية، لأول مرة، وكانت الترشيحات الأولية تتجه نحو المنتخب المصري ليكون ممثلاً عن قارة إفريقيا، ولكن تم الاكتفاء بالفريق الأخضر فقط بصفته ضيفًا بعد تلقيه دعوة للمشاركة في البطولة.

وتقام النسخة الثامنة عشرة من كأس كونكاكاف الذهبية بمشاركة 16 منتخبا على 14 ملعبا في 11 منطقة بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا، بداية من 14 يونيو حتى إقامة المباراة النهائية يوم 6 يوليو المقبل.