نظرة أمل
الأمن القومى المصرى ليس محل نقاش أو مساومة
فى زمن كثرت فيه الفوضى، وتشابكت فيه الشعارات مع الأجندات، لا بد أن نُعلى صوت العقل والوطنية فوق كل ضجيج، إن حدود مصر ليست خطوطًا مرسومة على الخرائط فحسب، بل هى خطوط الدم والتاريخ والسيادة، وهى مُحرمة على كل من تسوّل له نفسه الاقتراب منها، مهما كانت الدوافع أو الشعارات.
نناصر الحق الفلسطينى، ونقف مع الشعب الفلسطينى ضد آلة الاحتلال، ولكن هذا لا يعنى أن نسمح لفوضى تحت مسمى «المسيرات الشعبية» أن تتجه نحو معبر رفح، محاولة كسر سيادة الدولة المصرية باسم العروبة أو الغضب أو أى عنوان آخر. من أراد أن يدعم القضية فليتفضل إلى الخطوط الأمامية هناك، لا أن يضغط على مصر من الداخل.
إننى أؤيد وبكل قوة أى إجراءات صارمة تتخذها الدولة المصرية للدفاع عن حدود الوطن ومنع أى اختراق غير مشروع، مهما كانت دوافعه أو الجهة التى تقف خلفه، فالمسيرات الشعبية التى تُنظم فى اتجاه قطاع غزة، مهما حملت من شعارات العاطفة والدعم، لا يمكن أن تبرر بأى حال من الأحوال الاقتراب من خط النار، أو تهديد أمن الدولة وحدودها.
دعم القضية الفلسطينية أمر راسخ فى وجدان الشعب المصرى، ولكن لن نسمح بأن يُستغل هذا الدعم النبيل كغطاء لخلق حالة من الفوضى أو الضغط على الدولة المصرية لإحراجها أمام العالم أو جرها إلى صدامات لا تُخدم فيها إلا أطراف الفتنة.
لقد قدمت مصر ولا تزال أغلى ما تملك من دماء أبنائها فى سبيل القضية الفلسطينية، ولكن آن الأوان لأن يفهم الجميع أن مصر اليوم ليست مصر الأمس، الدولة لها مؤسساتها، ولها قرارها، ولها سيادتها التى لا يمكن التنازل عنها أو المساومة عليها.
إن الأمن القومى المصرى ليس محل نقاش ولا مساومة، وعلى كل من تسوّل له نفسه اختراقه أن يدرك أن الرد سيكون حازمًا رادعًا، وقانونيًا، فالسيادة الوطنية لا تُخترق باسم التضامن، ولا تُهدد تحت راية أى قضية مهما كانت عادلتها.
وأخيرا وقبل أن أترك قلمى يجب أن يعلم القاصى والدانى أن مصر ليست ساحة عبور، ولا بوابة مفتوحة، ولا جدارًا هشًا تُلقى عليه الهتافات ويُقذف بالحجارة. مصر دولة لها قرارها، وجيشٌ يحميها، وشعب يعرف جيدًا كيف يفرق بين الدعم النبيل، وبين الاستغلال الرخيص فليتحرك من شاء حيث يشاء، ولكن حدود مصر ستظل خطًا أحمر لا يُتجاوز، ومن يحاول تجاوزه سيلقى الرد المناسب.
حفظ الله مصر حفظ الله الجيش